حذر خبراء من تنامى سيطرة الكيان الصهيونى على مناطق الغاز فى البحر المتوسط، والتى تعود ملكيتها لدول عربية من بينها مصر ولبنان، بما يشكل خطرا على مشروع خط الغاز العربى البحرى. وكانت صحيفة "يديعوت إحرونوت" قد ذكرت أن الشركات العاملة فى حقل تمار الإسرائيلي للغاز الطبيعي المطل على البحر المتوسط، قد بدأت ضخ الغاز فعليا أمس، وبهذا أصبح أبرز المستفيدين من الغاز الناتج عن الحقل شركة الكهرباء الإسرائيلية. وحسب وزارة الطاقة والمياه الإسرائيلية، فإن الغاز المستخررج من " تمار" سيؤدي إلى انخفاض تكاليف الإنتاج لشركة الكهرباء الإسرائيلية الحكومية وكذا انخفاض سعر الكهرباء. ومن جانبه، وقال السفير إبراهيم يسرى، المدير السابق لإدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية بوزارة الخارجية، إن العدو الصهيونى استولى على بئر تمار من لبنان، مشدداً على أنه يقع فى المياه الاقتصادية الخالصة لها، معتبرا أن هذه الأفعال التى تقوم بها إسرائيل تخالف اتفاقية أعالى البحار ولكن عهدنا هذا العدو المسمى بإسرائيل لا يحترم أى وعد أوعهد أو اتفاق. وأضاف "يسرى" أن دعوى إعادة ترسيم الحدود بين مصر وإسرائيل وقبرص، والتى رفعها هو وبعض المتخصصين فى الجيولوجيا، وتؤكد أن اسرائيل تستولى على حقول الغاز المصرية الواقعة فى المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية الخالصة، بما يقتضى سرعة الحكومة فى اللجوء إلى المحكمة الدولية لاسترداد حقوق الشعب المصرى، لم تلق زخما شعبيا كبيرا مما ضيع على مصر الحصول على حقوقها بعد حكم القضاء المصرى بعدم أحقية مصر فى هذه الآبار. وكان "يسري" قد استند فى دعواه إلى تقرير أعده الدكتور خالد عبد القادر عودة، أستاذ الجيولوجيا المتفرغ بجامعة أسيوط، والذى قال فيه إنه بدأت تظهر في السنوات الثلاث الأخيرة ملامح ثروة هائلة من احتياطات الغاز الطبيعي، حيث أعلنت إسرائيل وقبرص عن اكتشافات تعدت احتياطاتها 1.22 تريليون متر مكعب، تقدر قيمتها الحالية بنحو 220 مليار دولار، مؤكداً فى دعواه أن هذه الاحتياطيات تقع فى نطاق الحدود المصرية الدولية والاقتصادية. وطالب "يسرى" بتكاتف القوى السياسة كافة والحكومة والابتعاد عن لغة المولوتوف لمواجهة الضربات الإسرائيلية. فيما أكد الدكتور جمال القليوبى، أستاذ الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، أن انتاج بئر تمار يمثل خطورة شديدة على مصر، خاصة وأن إسرائيل سبقت الإنتاج بالإعداد فى تجهيز خطوط نقل إنتاج هذا البئر إلى أوروبا الشرقية بالتنسيق مع قبرص بعد الانتهاء من تركيب الخطوط بشكل شبه نهائي، لافتاً إلى بدء الضخ التجريبي للتصدير نهاية شهر يوليو المقبل. ولفت "القليوبي" إلى أن ذلك يعد ضربة قوية لخط الغاز العربى 2 المتمثل فى تصدير الغاز العربى إلى أوروبا، نظرا لسبق إسرائيل التى استحوذت على هذا السوق بالكامل الآن نظراً للاحتياطيات الضخمة التى يتمتع بها بئر تمار. وأشار "القليوبى" إلى أن العدو الصهيونى لن يترك مصر تفكر فى الحلول البديلة بعد اتخاذ شركة الكهرباء الإسرائيلية منتصف الإسبوع الماضى خطوات الرسمية فى مقاضاة مصر دوليا، بسبب إلغاء اتفاقية تصدير الغاز لها على الرغم من عدم احتياجها له. وطالب "القليوبى" حكومة الدكتور هشام قنديل بسرعة العمل على إعادة منظومة الطاقة بمصر والعمل على خلق أسواق جديدة بدول إفريقيا والخروج بقطاع البترول عن كونه خدمى إلى استثماري لتعزيز الاقتصاد الوطنى.