رغم ان الزعيم جمال عبدالناصر رحل عن دنيانا منذ 43 عاما فإنه لاتمر فترة الا ويهاجمه قادة الاخوان هجوما حادا وغير موضوعى فى تصريح اوحوار اومقال .. احد القياديين الذين تركوا الاخوان اكد لى انهم يربون شبابهم على كراهية عبد الناصر؟!.. فهل السبب شخص عبدالناصر ام مشروعة .. لااحسب ان شخص الرئيس هو السبب الاول ولا الثانى ولا الثالث لذلك وانما مشروع التحرر للوطن العربى وافريقيا واسيا وامريكا اللاتينية والوحدة العربية والعدل الاجتماعى المنحاز للفقراء.. استمر العداء الشديد لعبدالناصر طوال هذه السنوات ورغم كل هذه السنوات ولم تنتهى رغم حالة التقارب بين التياريين الاخوانى والقومى والتى ربما كانت بداياتها عام 2000 واستمرت حتى الفترة الاولى من ثورة 25 يناير..وكلما اكتسب الاخوان سلطة او نفوذا زاد هجومهم على عبدالناصر؟؟!! وفى ذات الوقت كان ناصر هو الشخص الوحيد الذى رفعت صورته اثناء الثورة وايضا اصبحت الجماهير الان تستدعيه صورة ونموذجا ومشروعا وهتافا مع ازياد حدة الفقر او العداء مع الاخوان.. لكن لماذا يكرهوه كل هذا الكره ويحقدون عليه كل هذا الحقد وبالمناسبة فالقضية ليست قضية ثأرية او مبدئية متعلقة بالاسلام (مثلا) فقد عاداهم الملك فاروق واعتقل جمعهم وحل جماعتهم وذبح مرشدهم المؤسس وارعبهم حتى انه لم يجرؤ على تشيع جنازة البنا الا مسيحى .. ورغم انه فى عهد فاروق كانت الدعارة مباحة وكانت اجواء القصر وسلوكيات الملك - الذى ايدوه فى كثير من الاوقات – كانت فى اقل تقدير لاتعبر عن اخلاقيات الاسلام.. ورغم ان الرئيس ناصر كان ملتزما اخلاقيا ودينيا مثل اى فلاح مصرىالا انه هوجم بضراوة ..اما الملك فلم ألحظ حملات من الاخوان عليه.. فلماذا عبد الناصر اذن ؟؟!! 1- الخوف من نموذج مشروع عبدالناصر وجاذبيته وتأثيره على اغلبية الشعب العربى.. فهو مشروع يؤمن بالله ورسالاته وفى ذات الوقت يؤسس لعدالة اجتماعية منحازة للفقراء تؤمن بأن شريعة العدل هى شريعة الله ولاتنكر الملكية الخاصة.. ويعمل من اجل وحدة عربية دون عنصرية عرقية او انكار للدين وهو فى الاساس مشروع للاستقلال والتنمية المستقلة والتحرر وهو من اسس الاسلام. 2- الرهبة من مقارنة انجازات ثورة يوليو فى شهورها الاولى (من طرد الملك واحلال الامن والنظام والاصلاح الزراعى ..الخ) واخفاقات حكم الاخوان الذى قارب على العام . 3- الغيرة من انجازات عهد ناصر والعجز عن المواجهة الموضوعية بالقول المنطقى او بالفعل على الارض بتقديم البديل او المعادل لمشروع عبدالناصر من تحقيق الاستقلال والتحرر الوطنى وتأميم القناة وبناء السدالعالى ومواجهة العدوان العسكرى وطفرات التعليم والبحث العلمى والتصنيع والتنمية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية فى السلطة والثروة والدور الرائد عربيا وافريقيا وفى العالم الثالث والدور المؤثر دوليا. 4- التقرب من الادارة الامريكية التى تعادى المشروع الناصرى وتراه حركة تحرر وتوحد تهدد الهيمنة والامبريالية الامريكية فى العالمين العربى والثالث. 5- الالتقاء مع انظمة الخليج التى ترى فى المشروع الناصرى ثورة ضد نظام عروش الاسر الحاكمة التى تحتكر الثروة والسلطة والحليفة للادارة الامريكية خاصة ان السعودية كانت سند وحليف الاخوان ضد ناصر. 6- ان ثورة يوليو اقامت نموذجا لدولة حديثة عصرية تسعى للتقدم ولاتنحرف عن الدين وتحرر المرأة وتمكنها ..وترفض التميز بسبب الدين اوالجنس اوالعرق او الاصل اوالطبقة وتطلق طاقات الابداع فى المجتمع وتنهض بالفن والادب. لا احد ينكر الثأر التاريخى للاخوان من سلطة عبدالناصر ولكن من اجل الحق فإن هذه السلطة اعدمت باحكام من محاكم استثائية نحو 13 من اعضاء وقيادات الجماعة طوال حكم عبدالناصر فى قضيتين الاولى محاولة اغتياله فى الخمسينيات والثانية فى الستينيات فى العمل على قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة...اما الاساطير الخرافية عن مئات العلماء الذين اعدموا والالاف الذين قتلوا فهى محض خيال اما جاهل او كاذب مغرض لمن اراد الباطل فأصابه ولم يرد الحق فاخطئه.. ومن ضمن الهجوم على عبدالناصر من الاخوان ادعاءات عن عدائه للاسلام رغم ان إن الثابت باقوال الرجل ومواثيق ثورة يوليو ومن أعمال دولته لخدمة الاسلام ونشر الدعوة الاسلامية انها كلها تدحض هذه الادعاءات الباطلة وقد كتب الكثيرون عن هذا وقدموا الادلة بالارقام والوثائق. الاسباب الستة المذكورة تنتهى بنا ان من المنطقى والطبيعى لجماعة مازالت قيادتها تعيش فى الماضى بأحلامه ومعاركه وعدائاته وتعجز عن مواجهة مشاكل الحاضر ولاتملك مشروعا حقيقيا للمستقبل ..جماعة طغت الاغراض الذاتية والحزبية فيها عن الرؤية الوطنية والقومية من المنطقى والطبيعى ان تكره عبدالناصر وتعادى مشروعه وكل مايمثله .. لكن الشعب والتاريخ له كلمته فقد عادت ثورة يناير لترفع اهداف ثورة يوليو فى الكرامة والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ..واضطر رئيس حزب الاخوان بعد توليه رئاسة الجمهورية ان يحتفل بثورة يوليو ويعترف فى كلمته فى الاحتفال ان ثورة يناير قامت من اجل ان تحقق مالم تتمكن من تحقيقه ثورة يوليو. "أَفَلَا يَعۡقِلُونَ " صدق الله العظيم