في اختتام "قمة " رفضت الدول الأعضاء عسكرة النزاع السوري السوري، وأعربوا عن قلقهم من تدهور الوضع الأمني، والإنساني في سوريا، وأدانت القمة "الانتهاكات المتكررة، والتزايدة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي نتيجة العنف المستمر" في سوريا. بالطبع إنها ليست قمة الدول العربية التي توغلت فى عسكرة النزاع في سوريا وأفسحت مقعدًا لمعارضة هى الأن مفككة أكثر من أى وقت أخر، ووفقًا لتقارير دولية فإنها ارتكبت انتهاكات حقوقية، في تجاهل كامل لنظام لايزال موجودًا بمؤسساته العسكرية والمدنية، ليتأجج الصراع أكثر بين طرفي النزاع في سوريا. ويقول الإعلان الصادر عن قمة "البريكس": "نؤكد على رفضنا للعسكرة اللاحقة للنزاع في سورية، ولا يمكن تأمين عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون إلى عبر حوار وطني واسع يتجاوب مع الأماني المشروعة لكافة فئات المجتمع السوري، ويحترم استقلال ووحدة أراضي وسيادة البلاد، الأمر المثبت في بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن" وأكد قادة "البريكس" على أن القرارات التي اتخذت في اللقاء الأممي حول سورية العام الماضي في جنيف أن تكون أساسًا لتسوية الأزمة السورية. وتضم قمة البريكس مجموعة من اقتصاديات الدول الناشئة مثل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين وجنوب افريقيا، وتسهم تلك الدول بنسة 50% من النمو الاقتصادي العالمي وتمثل خمس إجمالي الناتج المحلي للعالم، و15% من التجارة العالمية. ووفقا لمراقبين فإن البريكس تعتبر قوة أساسية في مكافحة الأزمة المالية العالمية، وحققت نمو اقتصادي أسرع مما حققته الدول المتقدمة خلال الأعوام الخمسة الماضية. على النقيض من ذلك خصصت القمة العربية مكانًا للائتلاف السوري المعارض، في تجاهل للدولة السورية بمؤسساتها، وفتحت قطر السفارة السورية الأولى الخاصة بالمعارضة، وتحدث الخطيب ممثل الائتلاف في مقعد الجامعة العربية حول ضرورة تدخل قوات الناتو ونشر صواريخ الباتريوت على أراضيها، في سيناريو مشابه لماحدث في ليبيا.وللمفارقة رفضه الناتو نفسه. وأكدت القمة العربية على حق تسليح مقاتلي المعارضة السورية، وحثت المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف الوطني المعارض كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. القمة العربية لم يحضر فيها جميع ممثليها حيث غاب عنها الرئيس الجزائري بوتوفليقة، وأحجمت العراق ولبنان مع الجزائر عن اتخاذ أي إجراء ضد بشار الأسد، ولم تقدم قطر وحلفاؤها جهدًا في محاولة لحل الأزمة سياسيًا ولكنها استمرت في تصعيدها واستبعاد الحلول الدبلوماسية. ومن المفارقات أن عوامل التجمع والوحدة في قمة الدول العربية أكبر منها فى "البريكس" حيث التقارب الجغرافي ووحدة اللغة والدين والثقافة والحضارة، بينما تنتمي دول البريكس إلى أماكن جغرافية متباعدة، وذات خلفيات ثقافية مختلفة، ففي حين خرجت البريكس ببيان موحد حاز على إجماع أعضاءها، كشف البيان الختامي للقمة العربية عن تشرذم في الرؤى، حتى المتفقة منها على إسقاط النظام فى سوريا. حيث امتنعت دول عربية عن دعم الموقف القطري من النظام السوري، ولايزال الصراع المستتر بين قطر والسعودية حول شكل المعارضة السورية. وأفرادها قائمًا. وأدانت قمة البريكس أيضًا المستوطنات الإسرائيلية في الضفة واعتبرت بناءها "يخالف القانون الدولي". وقال وزير مالية جنوب إفريقيا، إن الدول الناشئة في مجموعة بريكس اتفقت على إنشاء مصرف إنمائي مشترك لتمويل المشاريع الكبيرة في البنية التحتية. وأكدت "البريكس" على حق إيران في إمتلاك تقنية نووية للاستخدام السلمي، وعبرت عن قلقها إزاء العقوبات أحادية الجانب المفروضة على إيران، ودعت إلى حلول سياسية ودبلوماسية بعيدًا عن العسكرية. الفارق بين قوة تصعد وأخرى تنحدر، الأولى توحد والثانية تفرق، بين من يؤكد على استقلال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، ومن يسهل التدخل العسكري الغربي لفرض أجندات مختلفة عن مسارها، هذا هو الفارق بين قمة "العرب" وقمة "البريكس".