ارتبطت قمم الدول العربية بالقضية الفلسطينية منذ قمة إنشاص عام 1946 الطارئة لمناصرة قضية فلسطين والتي دعا إليها الملك فاروق، وبدأ تاريخ القمة العربية بوصفها كيان سياسي مؤسسي فعليا في عام 1964 في القاهرة. وللمفارقة فإن قضية فلسطين التى من المقترض أنها القضية المركزية ظلت عالقة ومتجمدة بلا حراك سياسي حقيقي يدفعها إلى الامام، ولم تتعد قرارات القمم العربية الشجب لما يفعله الكيان الصهيوني، فلا هو يرتدع من تلك القمم ولا فلسطين تحوز على مكاسب ولو صغيرة من تجمعات الدول العربية بما فيها الثرية بثروات النفط. تعقد في العاصمة القطرية الدوحة الآن قمة عربية و تأتي فيها القضية الفلسطينية في الدرجة الثانية أو أقل حيث خطفت الأضواء الأزمة السورية، ولايزال السؤال الأبرز طوال عقد هذه القمم عن جدواها في حل القضية الفلسطينية أو دفعها إلى الأمام، أم اقتصر الأمر على الشجب والانتقاد اللفظي، في عجز وشلل واضحين أمام العدوان الإسرائيلي الذي لايزال مستمرا. منذ قمة القاهرة 13-1-1964 والتي دعا إليها عبد الناصر في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، وخرجت بدعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف بجانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي، وإنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، بدأ تشكيلها في كنف الجامعة، وذلك ردا على ما قامت به إسرائيل من تحويل خطير لمجرى نهر الأردن، مع إقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني من أجل تمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره. وجاءت بعدها قمة الإسكندرية عام 1964 ورحبت بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم قمة الدارالبيضاء 1965 والتي دعت إلى دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والإقليمي، وقمة الخرطوم التي عقدت إثر الهزيمة العربية أمام إسرائيل في يونيو 1967 بحضور جميع الدول العربية ما عدا سوريا التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل، وأبرز ما خرجت به القمة اللاءات الثلاثة، لا صلح لا تفاوض لا اعتراف فيما يخص الدولة الصهيونية. وبعد عقد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الأمر الذي فسر حينها بانسلاخ مصر من محيطها الإقليمي، ونقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى تونس، ثم عودتها إلى مصر مرة أخرى، جاءت القمم بعد معاهدات السلام تلك سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو بين المصريين والإسرائيليين فاقدة لحماسها وتبنيها للدولة الفلسطينية، ولهجة أقل عدائية حيال إسرائيل، وفي بعض القمم تم تغليب قضايا أخرى على فلسطين،وقمة شرم الشيخ عام 2003 حيث احتلت العراق مكانا بارزا في مناقشاتها، ولكن ظلت القضية الفلسطينية هي الأبرز على مائدة النقاش في تلك القمم، وأحيانا نسمع من بعض الأعضاء انتقادات وصفت "بالجرأة" لممارسات الكيان الصهيوني. ولكن إذا نظرنا إلى قرارات تلك القمم المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وجدنا أنها لاتستأهل الحبر الذي كتب بها، وليس لها من أثر في الواقع الفعلي، وإن سماح جامعة الدول العربية لقوات أجنبية بالتدخل في ليبيا وعدم القدرة على التدخل سواء السياسي أو العسكري لفرض حلول سياسية بعيدا عن الذراعات الأجنبية هو دليل آخر على هذا العجز العربي الذي يصل إلى قمته في كل قمة. ويتجدد السؤال هل للعرب حقا ما يجمعهم، هل اجتماعهم يعني أن ثمة رؤية قومية مشتركة تحمل أوجهها من الاتفاق أو الاختلاف، أم أصبحت الجامعة العربية برعاية قطر، الجزيرة الصغيرة التي تحيط بها مراكز عسكرية أمريكية تعيش فى مرحلة دويلات الخليج ، لتنفذ أجندات غربية تستهدف دولة سوريا، في مقابل تجاهل كبير لاعتداءات الكيان الصهيوني، واستمرار تعليق الملفات الفلسطينية الخاصة باللاجئين ودولة شرعية ذات حدود، ووقف الاعتداء عليها. أخبار مصر - البديل