قالت انتصار السعيد، رئيس مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إن المركز يتابع ببالغ القلق مسلسل الهوس بقشور الدين والذي يغزو المدارس المصرية في الآونة الأخيرة، إذ قام السيد: جمال متولي عبد الحميد مُوجه اللغة العربية، بإدارة العجوزة التعليمية بالتهكم على الزى الخاص بمُعلّمة التربية الدينية وتدعى نجوى فؤاد، والنيل منها أمام التلاميذ بمدرسة ابن خلدون الابتدائية بالعجوزة، بسبب عدم ارتدائها الحجاب، بالإضافة إلى تحذير باقي المُعلّمات من ارتداء ملابس غير إسلامية. وترجع الواقعة إلى صباح يوم الأربعاء الموافق 20 مارس 2013 أثناء حصة الدين للصف الأول الابتدائى في تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة، وكانت زيارة المُفتش للمدرسة مثبتة بكشف الزيارات. وأضافت أن المركز يخشى أن تكون هذه الواقعة بداية لمسلسل الحجاب الإجباري داخل المجتمع المصري، والتي توضح كيف انتقل الهوس بقشور الدين من مظاهر إلى المؤسسة التعليمية، خاصة أنها أصبحت تتكرر بأشكال مختلفة داخل المدارس المصرية، وقد سبقتها واقعة أخرى منذ أشهر قليلة، حينما قامت مُعلّمة، بمدرسة الحدادين الابتدائية بالأقصر بقص شعر طالبتين بالصف السادس الابتدائي عمرهما لا يزيد على 12 سنة، حيث تبين لها عدم التزامهما بتعليماتها بارتداء الحجاب، فأخرجت مقصًا كان بحوزتها وقامت بقص شعرهما عقابًا لهما. ويرى المركز أن في هذه الواقعة استمرارا لمسلسل الهوس بقشور الدين والذي يغزو مدارسنا المصرية، والخطير هذه المرة أنه يمُارس في إطار مزايدات من قبل المعلمين على بعضهم البعض، ويرى المركز أن هذه المزايدات غير مسموح بها وغير مقبولة على الإطلاق فمن حق المعلمة المصرية ارتداء ما تشاء من ملابس، وأن السيدة المصرية لا تحتاج أية وصاية عليها في اختيار ملابسها، وهذا أمر يخصها هي دون غيرها. كما يطالب المركز بعمل تقييم نفسي من وزارة التربية والتعليم المسئولة عن هذا الموجه ومحاسبته إداريا، وتوفير الحماية للأطفال وكذلك المعلمين، والمعلمات ضد التمييز وضد كافة أشكال العنف البدني والنفسي والجنسي في كافة الأماكن، بما فيها المدارس.