قال الأنبا باخوميوس- مطران البحيرة-، عن البابا شنودة، فى احتفاليةالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإحياء الذكرى الأولى للبابا شنودة الثالث، عندما أتحدث عنه كراع ليس لأننى قرأت عنه أو قرأت كتاباته ولكن من البركات التى أعطانى الرب إياها أن ألتقى به منذ طفولتى. وكان أول لقاء 1949 وتعددت اللقاءات والمناسبات، ورأيت فيه راعياً يحمل معنى جديدًا فى العمل الرعوى، "التجديد" فقد كان أرثوذكسياً محافظاً جدا، وأيضاً يخدم جيله الحديث حسب مقتضيات عصره. وكان فكر الخلاص واضحاً فى عظاته وأفكاره ومهما كان الموقف يحمل معنى سياسياً أو اقتصادياً كنت أتعجب لأنه كان يخرج مبادئ روحية لأزمة خلاص النفس، وأضاف "أنا شخصياً أخذت هذا المبدأ وهو أن يكون لخلاص النفوس، والكنيسة مؤسسة روحية تهدف لخلاص النفس. وتابع قائلاً: "كان يرعى بحياته، بمبادئه، بعظاته، فوضع مبدأ من حق الرعية أن تختار راعيها، ويعلم إذا استراح الراعى تتعب الرعية وإذا تعب الراعى تستريح الرعية، ومهما اختلفت موضوعات عظاته إلا أنها كانت هادفة لخلاص النفس وصوته لن يختفى، وهو إن كان قد مات فهو يتكلم من خلال كتبه، وعظاته وسيرته التى لا نستطيع أن ننساها ولا يمكن للزمن أن يخفيها. كان يهتم بالمؤسسات الرعوية، كان يشجع المؤسسات وكانت المؤسسات التى ينشد بها ويشجعها، وكان لها عمل كبير فى حياة الكنيسة المؤسسات التى أقيمت خلال حبريته أضعاف ما كانت قبل حبريته. والتاريخ سوف يشهد بالكنائس والمؤسسات التى بنيت فى عصره وكان دائماً يشجع الآباء، اقتنى ليس لكى نصنع أبراجاً ولكن لأجل خلاص النفوس. كان يخدم من خلال المعاهد والمؤسسات ولعل مجلة الكرازة كانت تحمل فكرًا رعوياً يمتد أثره حتى الآن، وكان له الاهتمام بالعمل المعمارى فى الكنيسة والأديرة ليس هدفاً فى الأبنية ولكنها لأنها تأوى العناصر الروحية والمكتبات التى تنهض بالفكر والروح وتعمل على خلاص النفوس.