بدأ التشكيك بخبر مقتل زعيم كتيبة "الموقعون بالدم" المرتبطة بتنظيم القاعدة مختار بلمختار الملقب ب"الأعور" بعد إعلان مقتله في عملية عسكرية شمالي مالي، فهل تكون هذه المرة الأخيرة؟ أعلنت خدمة "سايت"، المعنية بمتابعة مواقع المتشددين على شبكة الإنترنت، أمس الأحد، نقلا عن مشارك في نقاش عبر الشبكة، إن القيادي الجزائري في تنظيم القاعدة، مختار بلمختار، الذي وردت تقارير بمقتله بيد القوات التشادية لا يزال على قيد الحياة. وشككت صحيفة "الاندبندنت" بمصداقية خبر مقتل بلمختار في جبال ايفوقاس الواقعة بين مالي والجزائر، مشيرة إلى عدة نقاط منها استحالة تواجده بنفس المكان مع ألد أعدائه "عبد الحميد أبو زيد" وتنطلق الصحيفة من آراء البروفيسور جيريمي كينان، وهو عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية البريطانية وخبير في منطقة الساحل "نحن نعلم أنه لم يكن موجوداً في المنطقة منذ أشهر، فكيف استطاع أن يخترق القوات الفرنسية والتشادية المطوقة لهذه الجبال ليصلها؟ ويصعب إحصاء عدد المرات المعلن فيها مقتل بلمختار لكثرتها وتاريخها العائد إلى أواخر القرن الماضي، فالبداية كانت في مطلع التسعينات عندما صدر عن القضاء الجزائري حكمان بالإعدام ضده بتهم 'الإرهاب الدولي والقتل والخطف". ثم وردت أنباء عن مقتله عام 1999 لكن بعد نحو عقد من الزمان تبين انضمامه لجماعة سلفية أطلقت على نفسها اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وكشف تقرير إخباري أمريكي أن القوات الأمريكية كانت تتابع مختار بلمختار منذ 10 سنوات دون أن تصدر الأوامر بقتله أو اعتقاله، مشيرة إلى أنه كان قد عاد لتوه من أفغانستان، حيث تدرب واشترك في عمليات عسكرية مع تنظيم القاعدة. وأدرج اسمه في 11 نوفمبر من عام 2003 في القائمة الموحدة المطلوبة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتباره مرتبطا بتنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن. وقتل "الأعور" مرات عدة خلال العام الماضى عندما أعلنت الحركة الوطنية تحرير أزواد عن مقتل بلمختار في مطلع عام 2012 الفائت في مدينة غاو في أزواد، ثم في أواخر شهر يونيو من عام 2012 أذيع خبر مقتله بعشرين رصاصة في صدره من سلاح، وانتشر الخبر في الأوساط الإعلامية دون أن يصدر أي تأكيد للخبر، ففرنسا التي شنت هجمات جوية ضد مخابئ الجماعات الإسلامية المسلحة في مالي امتنعت عن تأكيد مقتل مختار بلمختار، وقال مسئول بالإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض "لا يستطيع" تأكيد مقتله. ومختار بلمختار، الذي يكنى بخالد بأبو العباس و"الأعور" وهو في الأربعينيات من العمر، ولد في مدينة غرداية الصحراوية في الجزائر وكان له نشاط بارز في صحراء "تنزروفت" في يونيو عام 2003، وأعلنت الولاياتالمتحدة تجميد أصوله المالية في أكتوبر الأول عام 2003. Comment *