انتهت الثمانية والعشرون يوما الممنوحة لبنيامين نتنياهو من أجل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، دون إحراز أي تقدم يُذكر في التوصل لتفهمات حول توزيع الحقائب الوزارية على الأحزاب المقرر ضمها للحكومة، ولعل هذا ما يفضح مدي الهوة الفارقة بين هذه الأحزاب وتناحرها فيما بينها. ولم يجد نتنياهو مفرا من التوجه لشيمعون بيريز يطلب منه خمسة عشرا يوما إضافيه لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وربما كل التحديات والضغوط التي يواجهها نتنياهو اليوم ما هي إلا ضريبة الفوز الضئيل الذي حققه في انتخابات الكنيست. ويواجه نتنياهو في تشكيل الحكومة الحالية تحديات قوية تتعلق بقضايا رئيسية محل خلاف بين الأحزاب الإسرائيلة، ولعل ذلك يرجع إلى الطوائف المتناقضة التي يتألف منها المجتمع الإسرائيلي. فها نحن نري نتنياهو اليوم منكسرا يتوسل لحزب "البيت اليهودي" تارة و حزب "يش عتيد" تارة أخري، كذلك تراجعَ نتنياهو عن تلك النبرة القوية التى كان يتحدث بها قبل الانتخابات فبعد أن كان يُطلق التهديدات بعدم ضم هذا وذاك لحكومته، أضحي اليوم يترجي الكثيرين لينضموا لإئتلافه الحكومي. لقد أطاح الوضع الذي وصل إليه نتنياهو اليوم بأسطورة الملك بيبي فلم يعُد المتحكم الوحيد في خريطة اسرائيل السياسية، بل زاد الأمر عن ذلك وصولا لفرض الأحزاب شروطها عليه كي تُعزز من موقفة الهزيل في تلك المرحلة. وفي ضوء حال نتنياهو اليوم والوضع السياسيي المخزي الذي وصل إليه، يبدو أن مستقبله السياسي سيذداد سوء ليتراجع يوما تلو الأخر، و ما يؤكد على هذا نتائج استطلاع للرأي نشرت أول أمس، أشارت إلى أنه في حال إعادة الإنتخابات ستكون خسارة نتنياهو مضاعفة ولن يحصل متحالفا مع ليبرمان سوي على 24 مقعدا، بينما سيحصل "يائير لابيد" رئيس حزب "يش عتيد" على 31 مقعدا. Comment *