تسقط الحوائط من حولنا، تتموج الطرقات والشوارع، تنبت الأرض كل أزهارها، تخرج شذىً يكفي الأكوان، يطهر النفوس، تختفى حشراتها . تقترب السماء حتى تلامس الأرض، تحتضن الأنفس، تحملنا جميعا في كفها، ترفعنا إلى حيث أتت، إلى أعلى ، مكان السمو والرقي، مصدر الرحمات واللطف، تأسر كل من تغبرت روحه بما تناثر عليها من ركام الدنيا.. هل هو حلم ..لكنه يحدث ونشعر ونلمسه والأعين مفتوحة تراه كفلق الصبح . ومضة إيمان تفعل فينا أكثر من ذلك، صدى إشراقة تنقلنا هذه النقلات وأعلى منها، تحتضن أحجار الأرض تمسك السحاب بين أصابعك ،تقبض يدك لئلا يتفلت ، الحنان نفحة الروح ..أصبع قدير تعبث في عقولنا عبثا بريئا حانيا، مثل عقلات أصابع الصغير فوق رأسك، محاولا اكتشاف أرض جديدة، وتر يتحكم في قلوبنا يضرب أمزجتنا البائسةالمتردية بالقاضية، المميته أحيانا..تتشربه الروح من بارئها. لطف يشحن قدرا لايوصف، و النفس عطشى، تحتاج دائما إلى الإرتواء من الفيوضات الآسرة التى لا تقوى عليها إلا باللطف ، إنها الروح فتح الله لها سرا ووهبها استكانة ، وأسراً وبسطا للمشاعرداخل الجسد للذات . أصابع الإيمان تعزف لك وحدك، لقلبك أنت، قدرة عليا لاستعادة الأرواح البريئة، وتسكينها بيوتها شافيه مرضية، نعمة عرف القدير كيف يعطف بها على من آمن .."فزاده هدى" . هل شعرت وذقت وأحسست بذلك .. هل جلست وسط السحاب وخرجت لك زهور الأرض ،وأنت تسير عليها لتشتم عبيرها قسرا ، ما رأيك فى "روشتة" ، ووصفة تمكنك من السيطرة على أفعالك من الغضب ، وضيق الصدر ، والألم والفرح ، والوقوع فى الشبكة العنكبوتية للشهوات ،التى ينسجها الشيطان لنا، ليلا نهارا، ربما يصلك المراد ،الأمر خطير.. ماذا تفعل الآن كيف نفهم أنفسنا ماهية عقلنا الذي يودى إلى التهلكة .. نريد أن نعرف ، تعال معى ..نرى أصل الحكاية.. رجل واحد تمكن من الوصول إلى ذلك سبر الأغوار بعقله .. أثبت أن الوصول إلى اليقين ليس شاقا .. رجل خارق استطاع حسم الجدل وأزاح عتمة الإتهام لأهم ملكة تميز الإنسان عن كل ماحوله وتتحكم فى سعادته وشقائه ، سيرته الذاتية يفتخر بذكرها المؤمنون وعظماء الفلاسفة فى العالم .. إنه "ابن رشد". حاول "ابن رشد" الذى تهل ذكراه علينا هذه الأيام أن يجيب عن هذه الألغاز... والآن تجلد لاتخف ، ستتحمل أعصابك هبوط روح "ابن رشد" علينا ... لا تتخبط قدماك أو تتعثر بمجرد اقترابك من الروح أليس بداخلك روح مثلها ابعد نفسك وجسدك واترك الروح القادمة إليك تلقى أختها .. وقفت ببابه المفتوح، وجدته يَقِظاً نبيهاً حين عرف أن العقل قدرة إنسانية تزيد قدراته باستمرار ،"إن شئت ذلك".. قادر على معرفة الأشياء، ومعرفة كل ما في الطبيعة، وعرف أن كمال هذه القوة الإنسانية هو العقل الفعال الصفة المشتركة للإنسان . وقد لاحظ مفكرو أوربا خلال النهضة انتباه "ابن رشد" لهذا. كما فطن إلى أن العقل يرتقي باستمرار، وأن لا سبيل إلى الارتقاء إلا في الإعتناء بالعلوم، إذ بدون العلوم يمتنع إرتقاء العقل إلى الكمال. وهذا ما يتحقق فعلا في كل ارتقاء يشهده الإنسان على مستوى كل الحضارات البشرية السابقة واللاحقة. هذا المنهج العقلاني الصارم أتاح لأفكاره وفلسفته الاستمرارية في أوربا، بل تطورا يتماشى مع استعداد أوربا للتغيرات الاجتماعية الحديثة. جميل الكلام .. اذن فالعقل عند "ابن رشد" رائع تستطيع أن تخلعه من رأسك وتضعه أمامك ثم تتفقا وتطيعه لأمرك لإلهامك بالصواب "ابن رشد" كان فنان عبقرى جاد إله الزمان به على البشرية ، يرى أن القوة الناطقة جُعِلَتْ في الإنسان من أجل وجوده على الوجه الأفضل، لأنها قاعدة الصنائع العملية والعلوم النظرية التي تستقيم للإنسان دون الحيوان، وُجعِلَتْ فيه من أجل سلامته فقط...فانتبه للقوة الإيجابية بحوزتك التى خلقت بها .. ولاتبخسها حقها لتستطيع أن تجيب على الأسئلة التى تطرحها خيالاتك . لذا أقول لك ...إذا أدرت رأسك إلى السماء فالأسرار كلها ليست عصية ، والأسرار كلها يمكن كشفها ،وكل اليقينات لايمكن أن تكون غير معتقدات حقيقية. Comment *