أيها الحكم ..عندما تقتل شعبك تفقد شرعيتك ..أمر قاطع لا يخالفه شرع ولا وضع. الأرقام الصحفية تتكلم عن 75 قتيل على الأقل وأكثر من 1500 مصاب خلال أيام قلائل فى حكم الرئيس المنتخب أغلبهم برصاص حى ورش إلى جانب دهس بمدرعات الشرطة واختناق بغاز محرم استخدامه. منظمة العفو الدولية أصدرت تقريراً فى وقت سابق عن مصر أشارت فيه إلى أن التشريعات المصرية وان كانت لا ترقى للمعايير الدولية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالضوابط على استخدام السلاح لكن على الرغم من ذلك فإن الشرطة المصرية خالفتها فى التعامل مع المحتجين، وأكدت أن لجوء بعض المتظاهرين للعنف لا يمنح الشرطة رخصة لقتلهم أو ضربهم وعلى السلطات المصرية مقاضاة كل من يلجأ الى القوة التعسفية والمفرطة والمميتة..وذكر التقرير أن رئيس الطب الشرعى أعلن ان محتجى السويس قتلوا بالرصاص الحى ومن مسافات قريبة ومن الخلف فى بعض الحالات؟!..وقال تقرير العفو أنه تم قتل أشخاص ليس لهم علاقة بالتظاهرات؟!.. ومنهم من قتل فى مناطق بعيدة عن مناطق المواجهات؟! وطالبت المنظمة بجهة مستقلة ومحايدة للتحقيق فى حوادث القتل التى وصفتها بالمأسوية.. وطبعاً هذا لم يحدث. واستغربت المنظمة من حديث الرئيس مرسى عن اتخاذ مزيد من التدابير وما هو أكثر من ذلك من أجل مصر؟!! وألحظ بوضوح أن الدفاع عما تقوم به السلطة الحاكمة من عنف وقتل والتبرير أنه حماية لمصر أو حفاظاً على الدولة هو شبيه بالخطاب السياسى والإعلامى لنظام بشار فى سوريا. لقد كان مقتل خالد سعيد أحد أسباب اسقاط شرعية نظام مبارك .. فهل يكون الشهيد محمد الجندى هو أحد أسباب تآكل شرعية مرسى..ونلاحظ أن هناك سمة مشتركة فى الحالتين وهى اتهامات بالكذب لجهات الأمن والحكومة لسعيهم لطمس جريمة التعذيب حتى الموت..خاصة ان شاهد العيان الرئيسى فى جريمة قتل الشهيد الجندى (بإذن الله) والذى أدلى بأقوال أمام النيابة ثم الإعلام أكد قيام الشرطة بتعذيب المجنى عليه وآخرين فى معسكرات الأمن المركزى بحضور شباب من جماعة الإخوان المسلمين الذين حضروا للحصول على اعترافات من الذين يجرى تعذيبهم؟!!.. وبالنظر لهذا مع التسجيلات (بالصوت والصورة) وشهادة الشهود لحلقات التعذيب التى جرت فى وقت سابق فى أحداث الاتحادية من مجموعات من الإخوان للمواطنين والمتظاهرين والمتظاهرات بحضور الشرطة فإن هذا يؤكد أننا أمام نظام حاكم لا يضبطه قانون ومنتهك لأبسط حقوق الانسان وجماعة خارجة عن الشرعية والقانون ومخاطر حقيقية تحيق بالدولة المصرية والسيطرة على مفاصلها الأساسية واختراق لأجهزة وزارة الداخلية واعتماد منهج الخروج عن الدستور والقانون وحقوق الانسان. الآن لمن يتقدم المواطنين بالشكوى من هذه الجرائم؟. لرئيس جرى هذا من مناصريه فى محيط قصره وبمعرفته ومشاهدة حرسه.. أم لوزير عدل يؤكد أن محمد الجندى قتل فى حادث سيارة ويدعى أن تقرير الطبيب الشرعى يقول هذا بينما التقرير لم يسلم بعد. أم لنائب عام غير شرعى مرتبط بالرئيس وليس بالقضاء ومعين رغم إرادة القضاة . أحسب أن مواجهة هذا تكون بنشر الحقيقة وتوعية الشعب بما يحدث وبالمقاومة الشعبية السلمية لكل أشكال الخروج عن العدل والحق والدولة المصرية المعبرة عن الشعب لا عن جماعة أو حزب أو فصيل ومناهضة الخروج عن شرعية الثورة وأهدافها. أيها الحكم ..عندما ينتهك العدل تفقد شرعيتك ..أمر قاطع لا يخالفه شرع ولا وضع. هل يكون فيديو ضرب وسحل حمادة صابر المجرد من ملابسه وأمثالها من انتهاكات من أسباب تعرية النظام وسقوط شرعيته؟..أستاذة جامعية مصرية فى علم النفس وهى أم وجدة اتصلت بى وقالت أن وجعها من تعرية صابر أكثر من وجعها من التحرش بالسيدات..ولا يتصور أحد أن فضيحة الداخلية هذه شاهدها المصريين فقط بل كانت إحدى أحداث العالم والتى تعتذر فضائيات الدنيا لمشاهديها قبل تقديمها ورأى العالم النظام المصرى عارياً تماماً أمامه وعوراته مكشوفة. وعلقت كبريات الصحف والوكالات فى العالم عما يجرى فى مصر.. نيويورك تايمز: الاعتداء الوحشى أثار نوعاً مختلفاً من الغضب وكان بالنسبة لكثيرين تأكيداً على انهيار النظام. صحيفة كريستيان ساينس مونتور قالت: العوامل التى أثارت ثورة يناير لا تزال مستمرة بلا هوادة..ومديرة منظمة هيومان رايتس وتش فى مصر تعليقاً على حادث صابر وجرائم الشرطة: "انهم يشعرون انه لا يوجد ما يخشونه من ملاحقة قضائية" وان "مرسى يتخذ قرارات أشبه بالتى اتخذها سابقه"..وكالة اسشيتد برس: الشرطة تستعيد سمعتها السيئة كما انها عادت للظهور كطرف سياسى مهم ومرسى يحتاجها لحماية قبضته على السلطة. ان ما لم نشاهده من الاستعمار عبر التاريخ شهدناه فى عهد مرسى هو الاعتداء على الجنائز بالرصاص وقتل وإصابة المشيعين.. كارثة أخرى وقعت فى مدينة المقاومة بورسعيد وأحسب أن شرعية النظام فى تتآكل بشكل متزايد. جريمة سياسية كبرى أيضاً لن تنسى ولن تمر هى الاعتداء المنظم الممنهج على النساء المصريات بكل أشكاله من ضرب وتحرش وشروع فى قتل واغتصاب ..ما علاقتها بشرعية النظام وهذا موضوع حديث قادم بإذن الله. ** دعا الى حق الحياة لكل من فى أرضها وثار فى وجه الطغاة منادياً بحقها وقال فى تاريخه المجيد يا دولة الظلم انمحى وبيدى يا دولة الظلم انمحى وبيدى Comment *