"الكرامة" أو "الرحيل" هما أسماء قالها البعض عن جمعة الغد، والاسبوع الماضي كانت جمعة " الخلاص "ولم يكن هناك خلاص، وكل ما شهدناه هو مزيد من العنف، وشهداء جدد، ودماء مازلت تسيل في الميادين والطرقات، وكل هذا بدون جدوى، فكلنا يعلم أن الحرية تدفع ثمنها الشعوب من أبنائها ومن دمائها، ولكن ما العمل إذا كنا نخسر دون أن نحقق هدفا واحدا، والغريب في الامر هو ضعف المشاركة في هذه المليونيات على الرغم من الدعوة لها بشكل مسبق، وما تفعله المعارضة من حث الجميع على النزول والمشاركة والحشد في الميادين المختلفة لتحقيق المطالب المطروحة، إذا الكل ينتظر مصير جمعة غدا وأهميتها بالنسبة السياسية، وهو ما رصدته " البديل " في محاولة للوصول لنبوءة ينتظرها الشارع المصري وهو أن تؤتي هذه المليونيات بثمارها. وأكد الدكتور أيمن سيد عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، أن الدعوة للمليونيات كلها ما هي إلا رسالة من المعارضة ، ومن المهم ان تصل هذه الرسالة للجهة المقصودة منها وهي مؤسسة الرئاسة ،والأهم ان لا تشهد أحداث عنف ؛ لأنها تؤثر على موقف المعارضة ، وتؤثر على استجابة بعض الجهات التي تخشى المشاركة ، بسبب الأحداثث الدامية . وأشار إلى أن أهمية جمعة الغد تكمن في الاستمرار بالضغط الشعبي، والتأكيد على المطالب، المفترض تحديدها من قبل المعارضة والقوى المشاركة في فعاليات الغد؛ وأيضا الحس على الحشد، وكل ذلك من الادوات المطلوبة، لنجاح المليونية، وحتى يقرأها الرأي العام المصري والدولي، لافتا إلى أن المطالب لابد ان تكون منظمة و لايكون بها أي تباينات حتى تستطيع أن تحشد وراءها أكبر قدر من الجماهير. وأضاف عبد الوهاب: أن أسباب فشل المليونيات السابقة في تحقيق اهدافها، هو قلة عدد المشاركين فيها، وذلك لأن أغلبية الشعب المصري يشعر بعدم قدرة قوى المعارضة وجبهة الانقاذ على الإتحاد، واخفاقهم في الحشد والتعبئة الشعبية وفقا لمطالب واضحة ومحددة، وإن افتقرت جمعة غدا لهذه المقومات سيكون مصيرها مثل الأيام السابقة. ومن جانبه أكد محمد إسماعيل عطية عضو التحالف الشعبي الإشتراكي، أن عدم قدرة المعارضة على القيادة وراء إختفاء الظهير الشعبي في المليونيات التي تدعوا إليها، لأنهم أصيبوا بالاحباط بسبب المطالب التي لا تهم رجل الشارع، ولا تراعي أن المواطن منهك في القرى والنجوع ولا يشغله سوى ان يجد قوت يومه ويعيش أمن ، بينما تنزل الجماهير للشوارع وتهتف بسقوط النظام، مما يخلق رد فعل عكسي في الشارع ويكتفي بالمساندة ودعم المطالب ولكن داخل البيوت. وقال إسماعيل إن المعارضة أصبحت تشتغل " بالقطعة " ؛ أي أنها لا تمتلك خطة طويلة المدى ، وتدعوا كل يوم لمليونية ، ثم تنزل الشارع وهي منقسمة بداخلها على المطالب والأهداف ، فإن لم تتحقق هذه المطالب، تبدأ في التجهيز للجمعة التي تليها ، وبالتالي فهم غير قادرين على الغنجاز أو الحسم؛ نظرا لمطالبهم المبهمة ، كما انهم ليس لديهم أي برنامج مطروح أو حتى بدائل واضحة ، وكل هذا يصب في مصلحة النظام ويقوي شوكته، ويتحدث دائما عن شعبية المعارضة وعدم تحقيقهم لأي انجاز على أرض الواقع، وشدد على أن نغمة القصاص للشهداء ما هي إلى متاجرة بدمهم من أعلى رتبة في البلد وهي الرئيس إلى أقل سياسي. وأضاف إسماعيل أن المعارضة تقاوم النظام بشكل غير ناجز، وذلك بسبب إختلاف الرؤى بين الأحزاب ، كما أن جبهة الإنقاذ مختلفة ومنقسمة فيما بينها، وعجزوا عن خلق إجماع وطني لمواجهة النظام الحالي والتضامن معهم في مطالبهم، وحتى الطريقة التي يخرجوا بها من أي أزمة هب الهتاف بسقوط النظام، وهم ليس لديهم بدائل أو سلطة جاهزة أو حتى برنامج حقيقي للنظام القادم الذي يريدونه، لافتا إلى أن "رئيس مصر لسه مجاش"، ولكن مرسي لن يسقط بالهتاف، لأن الشعب لن يؤيد ذلك بسبب أهتمامه بالاستقرار، وأصبح يرى أننا رجعنا لعصر مبارك، فالشعب يهتف كما يريد ، والنظام يقرر ما يشاء. Comment *