اتهم خبراء إعلاميون أداء التلفزيون المصري بافتقاد الانحياز المطلوب للمواطن البسيط، وافتقاد الرؤية، وغياب العمق، وقال الخبراء: إن التلفزيون تتناقص قدارته التنافسية لكل هذه الأسباب؛ قال ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي :" للأسف التليفزيون المصري لا يعمل كتليفزيون دولة ،وإنما أصبح أداة من أدوات النظام الحاكم والإخوان، وأصبح يمثل إعادة لإنتاج لما كان يحدث في عهد مبارك ،مشيرا إلي أن التغطيات التي يقدمها تتسم بالإنحياز الواضح للنظام الحاكم وجماعته، ومفتقد للرؤية التحريرية ويغيب عنه العمق في تناول الخبر وتتراجع قدرته التنافسية. وأوضح عبد العزيز أنه كان هناك العديد من المبادرات، تقدم بها عدد من الإعلاميين الشرفاء في العديد من المواضع، أثناء مناقشات الجمعية التأسيسية للدستور ولجنة الإعلام بمجلس الشعب المنحل ولجنة الإعلام بمجلس الشوري وأثناء الحوارات الوطنية المتعددة، بما يمثل خريطة طريق واضحة المعالم لإعادة هيكلة الإعلام الرسمي للدولة وتحريره من قيود النظام الحاكم وتحويله إلي نمط الخدمة العامة لكن جماعة الإخوان أظهرت رغبتها الواضحة في تسخير وسائل الإعلام المملوكة للدولة وإستغلالها كوسائل للدعاية لها، مشيرا إلي أن أول مسمار تم دقه في نعش حرية الإعلام كان الدستور، الذي تم تمريره دون أن ينص علي تحرير وسائل الإعلام المملوكة للدولة من قبضة الأنظمة الحاكمة، وظهر هذا جليا حين عين مجلس الشوري قيادات الصحف القومية وتعيين وزير إعلام إخواني للسيطرة علي ماسبيرو. وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: التناول الإعلامي للتليفزيون المصري ينقسم إلي شقين الأول العرض الخبري والثاني التناول التحليلي والتفسيري للأحداث، فأما الجانب الأول فنجد الأداء العام للتليفزيون يتحسن بشكل أفضل مما كان عليه سابقا،من خلال العرض الخبري بشكل معقول لا يخلو من المهنية، أما الجانب الثاني فيكون فيه توجه ملحوظ وتأثر ببعض المتغيرات علي مستوي الساحة السياسية. ووصف علي غيث ،مدير عام القناة الأولي، تغطيات التليفزيون المصري للأحداث بانها "إخوانية" ،وتابع؛ الإتحاد كله أصبح إتحاد إخواني علي مستوي القيادات، أما عن العاملين فهم مغلبون علي أمرهم ومجبرون علي تنفيذ التعليمات وإلا يتم إستبعادهم من العمل وتحويلهم للتحقيق ومحاربتهم بطرق عدة في أكل العيش مشيرا إلي أن جميع العاملين بماسبيرو سيدفعون ثمن أخوانة الإعلام الرسمي للدولة ،بفقد الثقة لدي المشاهد والتي لا يسهل إستعادتها مرة إخري إلا بتغيير النظام كله. وإنتقد "غيث" أداء كل من إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار وبعض القيادات بقطاع التليفزيون فيما يقدمه القطاعين من تغطيات وصفها بغير الحيادية والمضللة فضلا عن انتقداته لبعض البرامج التي تعرض علي شاشة التليفزيون، وأهمها برنامج " كشف حساب قال عنه مدير عام القناة الأولي، إن هذا البرنامج تم التخطيط له، لعرضه علي الشاشة الصغيرة لمواجهة الحكومة بفسادها وتقصيرها في حق المواطنين، الأمر الذي لم يحدث علي الإطلاق، بعد أن أصبح البرنامج وسيلة للتطبيل للحكومة والوزراء لتبييض وجوههم أمام الشعب بما يخالف الحقيقة. وقال الإعلامي كامل عبد الفتاح مقدم برنامج " الآخر" علي شاشة التليفزيون المصري، للأسف الشاشة الصغيرة تعاني من عدم وجود أي رؤية إعلامية، وتفتقد تحديد ملامح الخطاب الإعلامي، خاصة في التغطيات للأحداث والتحليل السياسي من قبل الضيوف ،فالعمل أمام الشاشة "مرتجل"، وغير ممنهج لمجرد ملئ ساعات إرسال فقط ،مؤكدا علي أن معظم قيادات الإتحاد غير مؤهلة للقيام بالدور الموكل إليها ،ما يجعل المحصلة النهائية للأداء الإعلامي للتليفزيون المصري هشة وضعيفة. . ياسر عبد العزيز : تغطيات التليفزيون المصري للأحداث إعادة إنتاج لنظام مبارك . صفوت العالم : التحليلات السياسية علي الشاشة موجهة والتغطية الخبرية معقولة . مدير عام القناة الأولي: تغطيات الأحداث إخوانية والعاملين "مغلبون علي أمرهم" . كامل عبد الفتاح: لا يوجد رؤية للخطاب الإعلامي والهدف ملئ ساعات إرسال فقط