هل النشر الإلكتروني يعفي شباب المبدعين من البحث عن دور نشر ودفع تكاليف نشر كتبهم، أم أنه يزيد معاناتهم، في ظل عدم وجود قوانين تحمي الملكية الفكرية وتمنع السرقات الأدبية؟ كل هذه الأسئلة طرحتها ندوة "آفاق القصة القصيرة والنشر الإلكتروني"، التي دارت في ملتقى الشباب، وشارك فيها رانيا هلال وعمرو علي العدلي ومحمد علي إبراهيم وعادل العجيمي ومحمد علي إبراهيم. فى البداية قالت د. سهير المصادفة التى أدارت اللقاء: "النشر الإلكتروني له مزايا عدة، ورغم ذلك له مثالب كثيرة، وتساءلت: هل هناك حل للسرقات الأدبية على الإنترنت؛ حتى لا نجد مثلاً قصيدة لمحمود درويش بتوقيع برعي فضل، خاصة وأن السرقات الإلكترونية منتشرة، وحقوق الملكية الفكرية ضائعة، والحفاظ على النص في ظل سيولة وسهولة السرقة الأدبية أمر صعب؟". عمرو علي العادلي، قاص، بدأ مداخلته بالقول إن النشر الإلكتروني له أبعاد كثيرة، وأكد أن "فكرة الثنائيات تحكم عقلنا العربي، فإما نشر إلكتروني أو نشر ورقي، وهذا غير صحيح، فمن يبحث عن الكتاب سيظل باحثاً عن الكتاب، سواء نشر إلكترونيًّا أو ورقيًّا، فلم أشرف بنشر أي إنتاج أدبي لي في الفضاء الإلكتروني، بل نشرت بالطريقة التقليدية بالطباعة الورقية، وكل طريقة لها مزاياها وعيوبها". وبدأت القاصة رانيا هلال كلامها قائلة: "لم أنشر إلكترونيًّا من قبل، لكني أحببت جس نبض القارئ والجمهور، فكنت أنشر مقتطفات من القصص لمعرفة ردود الأفعال؛ لأننا نعرف أن القارئ ابتعد عن الأدب بشكل عام، فأحببت أن أعرف إن كان ممكناً جذب جمهور عادي غير متخصص، ولاحظت فارقاً في مجموعتي القصصية، وفكرت هل أستمر بالنشر الورقي أم أتحول للنشر الإلكتروني؟ فبعض الناس قد يستهويه ما أكتب فيبحث عنه أو يتحول لنوع آخر من الكتابات"، مضيفة "في رأيي لا غنى عن النشر الورقي رغم صعوباته، ولكن النشر الإلكتروني يبقى بديلاً حتى لا نتوقف عن الكتابة بسبب مشكلات النشر التقليدي". وأشار القاص محمد علي إبراهيم إلى أن "فكرة نشر الكتب على المواقع المجانية هي فتح حدود جغرافية ومرحلة لما بعدها، والكتب المسموعة كانت أيضاً موجودة قبل النشر الإلكتروني، والسرقة الأدبية تحكمها المنظومة الأخلاقية، مضيفًا "فأنا شخصيًّا أحمِّل أي أسرق الكتب لكن ضميري يؤنبي". ويرى عادل العجيمي - قاص له كتابان مطبوعان - أن الطباعة نقلت النشر نقلة نوعية، والنشر الإلكتروني هو خطوة تالية وطبيعية للنشر الورقي ولا أراها متعارضة، ولكن السؤال هل سنستغني عن النشر الورقي؟ لا أجزم بذلك ولن أستبق التاريخ، لكن علينا أن نعرف أن اللجوء للنشر الإلكتروني جاء هروبًا من النشر الورقي ومتاعبه ورحلة البحث عن دار نشر لا تعطيني عائداً أو الانتظار في طابور الهيئات الحكومية"، مشيرًا إلى أن "هناك فكرة الحرية التي تتعدى النشر الورقي، فأنا أكتب بلا رقابة من أي هيئة، حتى في الموضوعات الشائكة الحساسة.. وأتجاوز حتى دور النشر الخاصة التي لها توجهات معينة قد تحاول توجيه الكاتب، فحين أنشر قصتي الأخيرة على مدونة لا أحد يستطيع حظري". وأكد محمد القصبي أن الرهان على النشر وطريقته سيكون لصالح النشر الإلكتروني، مستشهدًا بأن "صحفًا كثيرة في الولاياتالمتحدة أغلقت أبوابها واكتفت ببوابة إلكترونية للنشر، وذلك بسبب صناعة الورق والطباعة ومشاكلها الكثيرة"، وضرب مثالاً بهنري فورد الذي راهن صديقه في أوائل عصر السيارات على أن السيارات ستنتشر يوماً على حساب الحصان، وعقب "دعونا لا نكرر هذا الرهان، الرقابة حتى في الغرب يعاني منها الكتاب، والنشر الإلكتروني قدم حلاًّ لها، والإبداع مشكلة في الفضاء الإلكتروني لسهولته، لكن رغم ذلك سيفتح باباً آخر للمشاركة في العمل الأدبي، فيبدأ أحدهم رواية ثم يتركها مفتوحة ويشارك بها غيره فتنتج عملاً أدبيًّا جماعياً بسهولة، وهو ما لا يحدث في النشر التقليدي". أخبار مصر – ثقافة - البديل Comment *