ينتظر الأردنيون،الأربعاء المقبل الانتخابات البرلمانية، وسط مقاطعة إسلامية تدعو إلى صياغة قانون جديد للانتخابات أكثر عدالة، وإجراء إصلاحات سياسية تنهي سلطة الملك في اختيار الحكومة" وفقا لوكالة رويترز. ويعيش الأردن حالة من القلق جراء ما يحدث حوله، فالربيع العربي ،الذي انطلق من تونس ،ومر على مصر مازال يهز أركان العرش الملكي، اضافة الى أن الوضع المتدهور في سوريا يجعل أطرافا دولية حريصة على بقائه واستقراره، ويظهر ملك الأردن نفسه للقوى الغربية ،بوصفه صمام أمان من المد الشيعي ،المقاوم لإسرائيل ،الذي يشكل هلالا من العراق ،مرورا بسوريا إلى جنوب لبنان. وأجرى الملك بعض التعديلات الدستورية ،التي تخول للبرلمان أن ينشيء حكومة، وتقدم للتسجيل بالاقتراح ، 65 % من القوة الانتخابية ،ما يشير الى عدم اتساع نفوذ الإسلاميين، الداعين للمقاطعة، لدى الشعب الأردني،الا أن مقاطعتهم في الوقت ذاته تفرغ العملية السياسية من معناها، وهو ما يؤدى الى اختيار برلمان يسيطر عليه طرف واحد، ويغيب عنه لاعبون بارزون في الساحة السياسية . وتجرى الانتخابات، بموجب التعديلات الدستورية الجديدة، بإدارة الهيئة المستقلة ،للمرة الأولى ،وليس بإشراف الحكومة ،كما كان يحدث من قبل ؛إضافة إلى وجود مراقبين دوليين من أوروبا وأمريكا . ولاشك أن سيطرة الإسلاميين في تونس ومصر،وهما مازالتا تعانيان من أزمات اقتصادية، إضافة إلى الأزمات السياسية والاجتماعية ،وظهور جماعات أصولية، وهو ما أقلق الأردنيين وجعلهم لا يرغبون في تغيير جذري، وأفقدهم بعض ثقتهم ،في نوايا المعارضة ؛اصة ذات الصبغة الإسلامية. وفيما يتعلق بالقوى الوطنية الداعية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، من غير الإسلاميين تقول صحيفة "الحياة" أنها مسكونة بهواجس ما يحدث في القاهرة ودمشق، ولم تنجح الحكومة الجديدة في استقطابهم، وكذلك لم تنجح في تعميق الانقسام الذي يضرب صفوف "الحركة الإسلامية". واعتبرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن الانتخابات لن تكون نهاية الصراع بين الحكم والمعارضة ذات الأغلبية الإسلامية المنظمة وفي هذا الإطار كتب عاكف الزغبي في صحيفة "الغد" الأردنية ناقما على طريقة إدارة الدولة، التي غاب عنها "السلوك الديمقراطي"، مما أفقد المجتمع الحياة السياسية الصحية، إضافة إلى دورها الغائب في تخريج النخب السياسية والشخصيات العامة المتمرسة في قيادة المجتمع وإدارة شؤون الدولة، وأدى ذلك في النهاية وفقا للكاتب إلى عزوف الناس عن المشاركة في الحكم. وقد طرح الملك عبدالله ما سماه "أوراق للنقاش" على موقعه الرسمي، بث فيها رغبته في الإصلاح وتحدث عن ديمقراطية متفقة مع خصوصية الأردن، وأكد على أن نظام الحكم في الأردن يتلاءم مع ثقافة الأردنيين، مما أثار شيئا من الاستياء، واستدعى مقولات مماثلة لقادة عرب ديكتاتوريين أطاحتهم الثورات الشعبية. صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت إلى شيء مختلف في الوضع الأردني عن مثيلاتها من الدول العربية ذات النظم الديكتاتورية التي أطاحت بها ثورات شعبية، وهي أن النظام الملكي الهاشمي راسخ وشعبيته نسبيا موجودة في الشارع الأردني، وأثبت مرونة في مواجهة الغضب الشعبي بسبب ارتفاع الأسعار. Comment *