فلسفة الثورة"، هو أصغر كتب الرئيس جمال عبد الناصر الثلاثة لذا وصفه عبدالناصر في المقدمة ب الخواطر وليست محاولة لتأليف كتاب، وفي محاولة استكشافية أشبه ما تكون بالدوريات نافيا أن يكون الكتاب محاولة لشرح أهداف ثورة 23 يوليو وحوادثها إنما محاولة لاستكشاف النفوس كي يعرف الجميع دوره في صناعة تاريخ مصر المتصل الحلقات في ظل الظروف المحيطة وذلك تجهيزا للأهداف والطاقات التي يجب حشدها لتحقيق اهداف ثورة يوليو 1952. ويختتم عبدالناصر مقدمته بجملة واحدة "هذا ما قصدت إليه.. مجرد دورية استكشاف في الميدان الذي نحارب فيه من أجل معركتنا الكبرى من أجل تحرير الوطن من كل الأغلال"، ولكن ما الذي نريد أن نصنعه.. وما الطريق إليه؟، هكذا بدأ عبدالناصر الجزء الأول من الكتاب معترفا أنه في معظم الأحيان كان يعرف الإجابة عن السؤال، وأنه لم يكن وحده المنفرد بهذه المعرفة، إنما كانت تلك المعرفة أملا انعقد عليه إجماع الجيل كله، أما الإجابة عن الشق الثاني "وما طريقنا إلى هذا الذي نريد؟ "فيعترف مجددا بأنها تغيرت في خياله كما لم يتغير شىء آخر، معتقدا أنها موضوع الخلاف الأكبر. في سبيل حلمه بمصر المتحررة القوية كان الطريق إلى التحرر والقوة عقدة العقد في حياة الأمة، قائلا: "ولقد واجهت تلك العقدة قبل 23 يوليو سنة 1952، وظللت أواجهها بعد ذلك كثيرا حتى اتضحت لي زوايا كثيرة كانت في الظلال تسقط عليها فتخفيها، وبدت أمام بصيرتي آفاق كان الظلام الذي ساد وطننا قرونا طويلة يلفها فلا أراها". أما عن العمل الإيجابي في نظر عبدالناصر، وجب أن يكون طريق الجيل وليس على الورق فقط ولكنها في الحياة وفي الظروف العسيرة التي عاشها الوطن وفي المحن التي كانت تظهر فجأة وتستمر طويلا إلى أن أتت الثورة. وفي الفصل الثاني يكتب عبدالناصر تحت عنوان "ليست فلسفة" ليؤكد أن حلم التغيير والتحرر كان محاولات في بادئ الأمرو لم يتم إلا بعد التمرد علي يد نموذج من أعضاء مجلس الثورة، وعن كلمة "فلسفة" يقف عبدالناصر قليلا ليوضح ان الكلمة ضخمة و كبيرة بمثابة عالم واسع ليس له حدود، ويشعره برهبة خفية تمنعه من الخوض في امور المستقبل لذا كانت" فلسفة الثورة"، حديثا عن فلسفة ثورة 23 يوليو وبحثا عن جذورها الضاربة في أعماق تاريخ الشعب، إضافة إلى قصص كفاح الشعب الذي وصفه عبدالناصر في كتاب فلسفة الثورة بأنه كفاح أي شعب، جيل من بعد جيل، بناء يرتفع حجر فوق حجر. وكما أن كل حجر في البناء يتخذ من الحجر الذي تحته قاعدة يرتكز عليها، كذلك كانت الأحداث من وجهة نظر عبدالناصر في قصص كفاح الشعوب فكل حدث منها هو نتيجة لحدث سبقه، وهو في نفس الوقت مقدمة لحدث مازال في ضمير الغيب. أخبار مصر – البديل جمال عبد الناصر Comment *