كلوت بك، هذا الشارع المشهور بوسط مدينة القاهرة والذي احتضن في أربعينيات القرن الماضي معامل تصنيع الخمور التي لا تزال قائمة حتى الآن راودت تفاصيله العريقة اوراق الكاتب الشاب سمير زكي،فأخرج عمله الروائي الاول حاملا نفس الاسم"كلوت بك" أربعينيات القرن الماضي لما هذه الفترة بالتحديد وكيف كان لك تناول صناعة الخمور رغم ان هذه الحقبة مليئة بالأسرار والمناطق الحية؟ اختيار فترة الاربعينات من القرن الماضى لم يأت مصادفة و انما اتى عن طريق بحث شامل فى مجال تصنيع الخمر ،فمن بعد قيام الحرب العالمية الثانية وهروب العديد من الأجناس المختلفة الاوروبية الى مصر كملجاً آمن ، جعل الشعب المصرى الحر ينفتح على ثقافات عديدة و معرفة صناعات جديدة كان منها صناعة الخمور ، التى اخذت الشكل الاحترافى الاصطناعى فى تلك الفترة ابان الحرب العالمية الثانية و بدأت الحكومة المصرية وقتها تعطى التصاريح لأصحاب معامل الخمر بأن تمارس عملها بحرية على ان يتبع تقاليد الانظمة الشرعية بالبلاد وكان اغلبهم من عينة الخواجات "يهود ، ،يونانيين " وتعلم منهم المصريون تلك المهنة و بدأت الحدوتة ولم تنته من خلال شارع اللهو والمجون كلوت بك، وتلك كانت مصر الكبيرة المتسامحة المتقبلة للجميع. الرواية تطرقت الى مصانع الخمور في مصر والعائلات التي تعمل بها هل تطلب ذلك ان تجمعك علاقة شخصية بهذه العائلات؟ كان لابد من وجود علاقة شخصية مع بعض عائلات تلك المهنة و ليس جميعهم فهم كثرة و لكن بعد التكتلات لم يتبق الكثير وتعنت النظام السابق فى اصدار التراخيص و حكرها على اناس بعينهم لأسباب ساتطرق لها فى الجزء الثانى ، لذا كان هناك علاقة وطيدة ساعدتني في تعلم اسرار المهنة واخطارها ، وما تعجبت له انه لم يتطرق احد فى التاريخ الى تلك الصناعة التى تدر على الحكومة المصرية الملايين من الجنيهات ،و لم يتطرق احد الى ظهورها او الحديث عن العاملين بها و معاناتهم فى الآونة الاخيرة و كانت من هنا فكرة رواية كلوت بك. تنتهي احداث الجزء الاول بوفاة عبد الناصر فماذا عن الجزء الثاني "الناسك"؟ الناسك هو الجزء المقرب الي قلبي جداً حيث الايام الصعبة التى عاشها المصريون و بالاخص طائفات معينة فى الشعب المصرى مع ظهور الجماعات الاسلامية الجهادية المتشددة و محاولة فرض سيطرتها على الدولة المصرية عن طريق القوة و الارهاب ، و ظهور سطوة الطوائف المسيحية و رجال الدين فى التعنت امام ابناء مهنة صناعة و تجارة الخمور و لذا الجزء الثانى هو صراع الاحفاد " الناسك". هل ستتدخل الجماعات المتشددة ودولة الاخوان في تاخير صدور باقي اجزاء الرواية او علي الاقل ستكون لهم محاولات لمصادرة الجزء الاول؟ الله اعلم ، حتى الان الجزء الاول فى السوق المصرى و العربى و بعض من الاوروبى حيث لاقت الرواية فى معرض فرانكفورت الاخير صدى واسعا بين الجالية المصرية و العربية ، و هناك محاولات جادة لترجمة العمل الى اللغة الانجليزية والالمانية تحت رعاية دار نشر عالمية ، سوف نعلن عنها قريباً. كيف تري المشهد السياسي واثره علي الواقع الادبي؟ المشهد السياسى ملتهب للغاية، و نريد التكاتف من الجميع للتصدى للغزو الفكرى والنفسى الذى نمر به من قبل طوائف بعينها ، والواقع الادبى نوعان الان ، نوع اخذ على عاتقه التصدى لتلك التيارات المعاكسة ، ومنها من اكتفى بالوقوف و المشاهدة فقط وعدم الاختلاط بما يحدث وكأنه ليس فى مصر بالمرة ، و لكن سيذكر التاريخ فيما بعد من الذى خاف على مصر و أراد لها بقلمه ان ينقذها و من اراد لها ان الغرق. هل تعتقد ان التشدد الديني قد نجح في فرض السيطرة علي الادب والفكر؟ لم يبدأ بعد ، فأصحابه لديهم الكثير من المهام التى تشغل بالهم الان ، و اذا استتب لهم الوضع و هذا ما لا اراه بالاسلوب القمعى المفروض ، فيمكن لهم بعد ان يضعوا ايدهم على كل اطراف الملعب المصرى بكافة تياراته وفرض السيطرة على الادب و الفكر و توجيه وفقا لتياراتهم و توجهاتهم. "للكبار فقط " لماذا ذكرت هذه العبارة رغم أنك أكدت أن الرواية خالية من المشاهد الإباحية؟ للكبار فقط تابو اقترن فى ذهن المواطن المصرى بالاباحية الجسدية الجنسية و لكن نسى شيئاً اهم هو عهر الروح الذى كان سلاحاً فتاكا اهلك الكثيرين و اخطر بكثير من عهر الجسد ، و تلك احد ابعاد رواية كلوت بك ، ايهما اخطر على الانسان العهر الجسدى ام العهر الروحى؟!. نرى فى رواية كلوت بك تعرضك لطائفة الارمن فى مصر فهل كان له اثره على ابناء الطائفة ؟ طائفة الارمن جزء من نسيج الشعب المصرى وجدوا فى مصر من اكثر من مائة عام وهم يعملون فى مجالات عديدة و لهم جالية كبيرة فى مصر ونكن لها كل الاحترام و المودة و مشاعر الحب ، و قد اهتمت الجالية الارمنية بالرواية و افردت لها مساحة خاصة على صفحات مجلتها " اريك " الصادرة باللغة العربية لابناء الجالية فى مصر. الجدير بالذكر أن سمير زكي، تخرج في كلية الحقوق ثم حصل علي دبلومه اخراج سينمائي من الجامعه الامريكيه، واخرج فيلما روائيا قصيرا بعنوان "غلطه واحده تكفي" شارك في العديد من المهرجانات، كما قدم فيلمين وثائقيين اولهما "صنع في ..." عن الفرق بين الصناعة المصرية والامريكية، و"الوسائل التعليمية في الازهر الشريف Comment *