مرت السنة الأولى على رحيل مبدع القصة القصيرة وأحد أبرز الجيل الذهبي لستينيات القرن الماضي إبراهيم أصلان وبهذه المناسبة نظم أتيلية القاهرة ندوة اجتمع فيها الأصدقاء والمحبون والمريدون في حب إبراهيم أصلان . بدأت الندوة في الثامنة والنصف من مساء أمس، وعلى المنصة تراص كل من المبدع ورفيق درب أصلان ، سعيد الكفراوي وبجانبه الشاعر شعبان يوسف ثم الآديب إبراهيم عبد المجيد وهو ايضا من أصدقاء أصلان المقربين والناقدة د. هويدا صالح . بدأ الشاعر شعبان يوسف متحدثاً عن السمة التي ميزت كتابة أصلان في بداياته وهي الإسهاب والحكاية المتضافرة حتى تغيرت هذه السمة مع كتابته قصةأصلان القصيرة " بحيرة السماء " عام 1966 ، ذاكرا أن جيل السيتينيات هذا بعظمائة لم يكن يفكرون بأنفسهم فحسب بقدر ما كانوا يفكرون في الاجيال الجديدة التي سوف يعدونها للمستقبل وهكذا كان يوسف الشاروني عندما قدم يحيى الطاهر عبدالله وشكري عياد عندما قرأ لإبراهيم أصلان . يضيف شعبان كانوا يقولون أن أصلان بعيد عن الصدامات السياسية وأقول نعم ولكن كتاباته جميعا كانت عن الطبقات المطحونة والمهمشة التي تملىء هذا الوطن ، غير أن كتابات أصلان وخاصة في " فضل الله عثمان " إنعكاس لإبراهيم أصلان نفسه ، وعن عبارات أصلان الموجزة والموحية يذكر شعبان أن الأسباب وراء ذلك حب أصلان لرياضة صيد السمك الى جانب مهنته في البريد حيث أن الكلمات وقتها كانت مختصرة وكانت الكلمة بقرش واحد مثل " أحضر حالاً " . أما ابرهيم عبد المجيد فقال عن أصلان " أصلان ظاهرة عظيمة للآدب الفني في مصر فهو طفرة في الأدب العربي لجيل أحدث ثورة أدبية في العالم العربي " وفي الوقت التي كانت فيه الرواية داخل أوروبا تعتني بالاشخاص وليس بالاشياء كنا هنا لا نفصل بين الاشياء والبشر. أضاف عبد المجيد أن القرأة الاولى لآدب أصلان تكون كالنسمة ويجد القارئ نفسه في حاجة ملحة لإعادة القرأة ليبحث عن الاشياء داخلها . وتذكر عبد المجيد الصداقة والاخوة التي جمعته بأصلان والتفاصيل الجميلة خاصة في السفر فيقول مع أصلان لم يكن هناك أي كأبة أو حزن. أما الروائية والناقدة هويدا صالح قالت: إن سمة الكتابة عند أصلان هي التجريب والذي هو وعي وليس صفة فمن يقرأ شغل أصلان للمرة الأولى يصاب بالدهشة حتي يعيد الاكتشاف مع القرأءة الثانية من غير ذات لغة في الثنايا الكامنة وراء الكلام ، وتضيف صالح أن لغة أصلان الادبية جاءت بعيدة عن التطريز والاستعراض وتبدو لغة حيادية ولكنها مورطة جدا بشاعريتها ، تريد لم العالم في قبضة واحدة أما شخوص أصلان فكانت دقيقة خارجيا وبها استبطان لدواخل الشخصية. وجاء كلمة القاص الكبير سعيد الكفراوي يقول أى كلام عن أصلان سيكون كلاما عاطفيا خاليا من النقد. ويقول الكفراوي عرفت أصلان منذ عام 1969 ومن وقتها لم يفرقنا إلا الموت. ويضيف الكفراوي أن أصلان ككاتب عشق الكتابة أكثر من عشقه لحياته وكان يتأمل في وجهي ويقول " لا جديد في الكتابة كل كاتب يكتب ما كتبه الأخرون ولكن الجديد هو "الكاتب ". ويقول الكفراوي ايضا: أعرف ان أصلان عبر حياته لم ينم الليل ، كان يقرأ ويقرأ وهو أحد المثقفين المصريين رفيعي المستوى، وهذا الى جانب أن إبداع أصلان لايشبه إلا أصلا فهو الكاتب الوحيد الذي تعرف عمله دون أن يضع أسمه . " كان يقول لي لا تحدثني عن الحزن بل ضعني في موقف حزن ، يشهد الكفراوي بأنه منذ عرف آدب أصلان لم ينم ليلة ألا بعد أن يقرأ جزءا من كتاباته ويقول ان تلك الكتابات كانت تجمع ابتسامات الرجال وألامهم وتلامس جراح الروح برفق لتنتهي إلى عالم كله من البشر الأصفياء. اخبار مصر ثقافة Comment *