جاء قرار غلق القنوات التعليمية ليمثل مفاجأة للعاملين بالوسط التعليمي والإعلامي بسبب توقيت القرار الذي صدر بالتزامن مع بدء امتحانات نصف العام للمراحل التعليمية المختلفة،ليتساءل البعض عن الخفي وراء توقيت الغلق وعدم قيام شركة النايل سات بمباحثة الأمر في ظل وجود وزير الإعلام والتعليم بدلاً من الاضرار العمدي بالطلاب . قال الدكتور صفوت العالم -استاذ الإعلام بجامعة القاهرة- في تصريحات خاصة ل"البديل" إن الادعاء بأن القنوات التعليمية تكلف الوزارة 22 مليون جنيه وأن هذا هو السبب وراء غلقها فهذا "عذر أقبح من ذنب " وذلك لأن هناك الكثير من الدول الفقيرة التي تهتم بوجود قنوات تعليمية تقدم رسالة معلوماتية للجمهور بل وتسعي إلي تطويرها وليس إغلاقها فضلا عن كون رسالة الإمداد المعرفي الذي تقدمه هذه القنوات لا يقارن بما تتكبده الحكومة من أموال. ويري استاذ الإعلام أن مبررات غلق القنوات التعليمية غير كافية أمام ما تحتاجه شريحة كبيرة من المجتمع الفاقد للتعليم لعدم وجود مدارس كافية أو لضيق العيش الي جانب انتشار الأمية. وحذر العالم من استمرارغلق القنوات التعليمية وذلك لما يراه فيها من وسيلة تساعد علي القضاء علي الأمية مشيراً الي أن أغلاقها يعني ارتفاع نسب الأمية وتفحل الدروس الخصوصة أكثر من الوقت الحالي. ودعا العالم كلاً من وزير التربية والتعليم ووزير الإعلام إلي الجلوس علي مائدة المفاوضات لإيجاد إلية جديدة لإعادة بث هذه القنوات وتطويرها وتعميقها من خلال عمل دورات تدريبة لمقدمي البرامج التعليمية وكذلك تسويق هذه القنوات والتنويه عنها باستمرار لإخطار المشاهد بأهميتها وذلك لما تقدمه هذه القنوات من رسالة تعليمية لا يمكن إغفالها فضلا عن كون بنود مصروفات وميزانية القنوات التعليمية هي الاهم بميزانية الوزارة لمحاربة الدروس الخصوصية. وحمل صفوت العالم كلا من وزير التعليم ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود مسئولية غلق القنوات التعليمية ووصف الامر بأنه "ردة " في سياسات التعليم . ومن جانبه قال إسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون في تصريحات خاصة ل"البديل" :إن قرار وقف بث القنوات التعليمية لم يأت من وزارة الإعلام بل تم انهاء التعاقد بناء علي رغبة وزارة التعليم، لأنها رأت أن هذه القنوات تكبدها مبالغ كبيرة دون فائدة حقيقية ملموسة فأرسلت خطابا مسجلا بعلم الوصول لشركة النايل سات تخطرها فيه بأنها لن تدفع قيمة بث الإشارة لهذه القنوات بدءا من هذا العام الأمر الذي دفع النايل سات لوقف البث لحين الوصول لحل في التكلفة المالية للبث. وكشف الششتاوي عن أن اجتماع قد عقد بين وزير الإعلام والتعليم ورؤساء القنوات التعليمية والعاملين بها منذ أربعة أشهر دار فيه مناقشات بين جميع الإطراف لتطوير القنوات بما يشمل تقديم خدمات التعليم عن بعد وبرامج محو الإمية إلا ان الاتحاد فوجئ بعدها أن المتحدث الرسمي لوزارة التعليم أعلن غلق القنوات التعليمية مع استمرار قناتين فقط. وأعلن الششتاوي أن جميع العاملين بالقنوات التعليمية والتابعين لوزراة الإعلام من المخرجين والبرامجيين ومقدمي البرامج لن يضار أحد منهم في عمله أو في راتبه . وفي ذات السياق قال أحد العاملين بالقنوات التعليمية-رفض ذكر اسمه- إن غلق القنوات التعليمية يأتي في إطار أخونة جميع مؤسسات الدولة وأن القرار هدف الي تسريح العاملين واستبدلاهم بعناصر تابعة لجماعة الاخوان المسلمين . صفوت العالم : أطالب وزيري الإعلام والتعليم بالتنحي عن منصبيهما في حالة عدم إعادة بث القنوات التعليمية وتطويرها إسماعيل الششتاوي : النايل سات وقف البث بناء علي طلب التعليم والعاملين بها ولن يضاروا في مرتباتهم أحد العاملين "بالتعليمية ": غلق القنوات يأتي في إطار أخونة مؤسسات الدولة لتسريح العمالة غير التابعة للإخوان