أوصى عدد من الخبراء والباحثين "الإسرائيليين" بتحييد الكيان الصهيوني عن الصراع الدائر في سوريا، واتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تأثيرات الوضع في سوريا على مصالح دولة الاحتلال في المنطقة. ونقل تقرير نشر على موقع مركز بيجن-السادات للأبحاث الاستراتيجية الألكتروني، عن الخبراء الذين شاركوا في ندوة بعنوان"تداعيات الحرب الأهلية في سوريا"، أنه من المرجح استمرار القتال في سوريا طويلا، لاعتبارات عدة، منها الدعم الروسي والإيراني للحكومة السورية، وكذلك الدعم المتواصل من الغرب للجماعات المسلحة، مع ترجيح حسم الجيش النظامي للمعركة على الأرض، بسبب الدعم المتواصل، وتأييد قطاعات واسعة من السوريين للنظام، وخشية الشعب من أن يتبدل النظام في سوريا بنظام يترأسه جماعة الإخوان المسلمين أو التيار السلفي. وأشار تقرير المركز التابع لجامعة "بار إيلان"، إلى أن السيناريو المفضل للكيان الصهيوني، يتلخص في تحول سوريا إلى مناطق مقسمه بعد انهيار الهيكل الحكومي والاقتصادي، وتنامي قوة الجماعات والميلشيات المسلحة المتطرفة دينيا، وهو مايعني مستقبلا إقامة مناطق حكم ذاتي لمختلف الجماعات الاثنية في سوريا، مع ملاحظة أبداها تقرير المركز أن هذا لن يعني بالضرورة خلق واقع جيوستراتيجي جديد في سوريا، ضاربا مثال بالتجربة في لبنان، والتي لم تتفكك مع طول مدة الحرب الأهلية. وأوضح التقرير أنه في المستقبل لو حدث السيناريو الذي تفضله إسرائيل فأن الاستفادة من تعميق الانقسام السني – الشيعي في المنطقة ستكون أكبر، وستوضع تركيا السنية في مواجهة إيران، بالإضافة إلى تراجع النفوذ الإيراني والروسي في سوريا، مؤكدا أن استمرار القتال لمدة طويلة سيكون موضع ترحيب وراحة "لإسرائيل". سيناريو أخر طرح في مناقشات الندوة، وأورده تقرير المركز، مفاده أنه من الأفضل لكل من إسرائيل والغرب أن يقوم نظام جديد في سوريا، يهتم بالأمور الداخلية فقط، و لايدعم حزب الله في لبنان، ولا التوجهات السياسية لإيران في المنطقة، وأن تفكك الجيش السوري يعد بمثابة أمر جيد ل"إسرائيل"، كونه أخر جيش نظامي مسلح تسليحا ثقيلا موجود على الحدود مع الكيان الصهيوني، مع وجود اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما يعني أن احد الأخطار التقليدية التي تواجه دولة الاحتلال لم تعد موجودة. كما ناقشت الندوة أيضا فرضية أن تتحول سوريا إلى منطقة جاذبة لتنظيمات متطرفة في المستقبل، تتبنى الأفكار الجهادية، تعادي "إسرائيل"، مما يشكل خطورة على الوضع الأمني في الجولان والمنطقة الحدودية، كما في سيناء، أوتصبح هذه المنطقة خارج سيطرة الدولة، مما يعني تكرار غزة جديدة، أو جنوب لبنان جديد. أخبار مصر عربى ودولي البديل Comment *