يستعد الأقباط للاحتفال بعيد الميلاد بعد فترة من الصوم استمرت مدة 43 يوماً مقسمة إلى فترة 40 يوماً ترمز لصوم موسى قبل صعوده على جبل سيناء لاستلام كلمة الله المكتوبة على لوحى الشريعة إلى جانب 3 أيام "صوم الميلاد" الذي يستعد فيه المسيحيون لاستقبال يسوع المسيح كلمة الله الحى، و3 هذه الثلاثة أيام هى فترة تذكار لصوم الأقباط قبل معجزة نقل جبل المقطم لكى يتحنن الله على شعبه. ويسبق أعياد الميلاد أيضًا الشهر القبطى "كيهك" أو الشهر "المريمى" نسبة إلى بشارة الملاك غبريال إلى القديسة مريم العذراء بميلادها الطفل يسوع، وتصلى الكنيسة فيه الألحان الكيهكية ذات الإيقاع المبهج الممزوج بالخشوع والروحانية استعدادا لاستقبال طفل المزود. وكان قديماً يحتفل الأقباط الكاثوليك والأرثوذكس بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر الموافق بالتاريخ القبطى 29 كيهك من كل عام، وذلك حسب التقويم الرومانى الذى تغير فيما بعد للتقويم الميلادى نسبة لميلاد السيد المسيح، وتم اختيار هذا التوقيت فى مجمع نيقية عام 325م، حيث تم تحديد هذه الليلة للاحتفاء بميلاد السيد المسيح؛ لأنها من الناحية الفلكية أطول ليلة وأقصر نهار، وبعدها يصبح الليل قصيراً والنهار فى زيادة، وترمز بذلك للمعنى الروحى أنه بميلاد المسيح "نور العالم" يبدأ الليل فى النقصان والنهار فى زيادة. لكن في عام 1582 م أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه، أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة= دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يومًا و 6 ساعات. ويقول الدكتور رشدى واصف الأستاذ بالكلية الإكليركية فى بحثه عن "علم التقويم وحساب الأبقطى" أن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام، فأمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغوري, إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا، ووضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة وأقصر نهار) وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق ال 11 دقيقة و14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة), ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذى وصل إلى حوالى 13 يوماً ولكن لم يعمل بهذا التعديل فى مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها فى أوائل القرن الماضى، فأصبح 11 أغسطس هو 24. وفى نفس السنة أصبح 29 كيهك عيد الميلاد والموافق 7 يناير بدلاً من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز مصر أى قبل طرح هذا الفرق. وحدث من وقتها الاختلاف بين الكنيستين الأرثوذكسية التى تحتفل يوم 7 يناير والكاثوليكية يوم 25 ديسمبر، ورغم اختلاف التوقيت فإن المظاهر واحدة والألحان الكنسية الروحية قريبة من بعضها باختلاف الطابع القبطى القديم عند الأرثوذكسية، عنه فى الكاثوليكية. ويقول الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية إن الصلاة هى محور الاحتفالات المسيحية فمهما تغيرت الظروف بالبلد تصبح الصلاة بالأعياد واحدة والأجواء الروحانية لن تتغير مهما تغيرت الأحداث، وهو الأمر الذى أكده البابا تواضروس الثانى بطريرك الأقباط الأرثوذكس حين أكد على أن الكنيسة تحرص على إضفاء أجواء روحية فى أى احتفالية دينية. أخبار مصر – تقارير - البديل Comment *