مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أناب الرئيس محمد مرسي نائبه المستشار محمود مكي لحضور القمة الثامنة لمجموعة الدول النامية الإسلامية الثماني "دي -8" والتي تبدأ فعالياتها اليوم وتستضيفها العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ويرأسها" أصف على زرداري" الرئيس الباكستاني، بمشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والنيجيري جودلك جوناثان، والاندونيسي سوسيلو بامبانج، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ونائب رئيس وزراء ماليزيا، ونائب رئيسة وزراء بنجلاديش. وقد اختارت القمة شعارا لها "الشراكة الديمقراطية من أجل السلام والرخاء" وذلك في ضوء التأكيد على أهمية الديمقراطية كنبع لتحقيق السلام والرخاء لشعوبها وتعزيز التعاون مع البلدان النامية. وتأتي هذه القمة وسط آمال بأن تعطي دفعة جديدة للتعاون القائم بين مجتمع "دي -8" للشراكة بين الجنوب والجنوب وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول المنطقة في مجالات التعاون المشترك. ومع العلم بأن مجموعة "دي-8" لا تعد تجمعا سياسيا غير أنه من المتوقع أن تتطرق القمة لمناقشة بعض القضايا الساخنة على الساحة الشرق أوسطية والتي من أبرزها النزاع في غزة، والأزمة الحالية بين حماس واسرائيل، وكذلك العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. وكان وزراء خارجية الدول الإسلامية الثماني قد اختتموا اجتماعاتهم أمس استعدادا للقمة الحالية حيث انتهوا من مناقشة مسودة"إعلان إسلام أباد" تمهيدا لرفعها إلى رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة واعتمادها. وقد تضمن الإعلان التأكيد على التزام دول المنظمة على مبادئ الديمقراطية والسلام والتنمية والحوار كمبادئ أساسية لتحقيق الرخاء والتنمية الاقتصادية للشعوب.. كما تضمن الإعلان أيضا التأكيد على أهمية التمويل الإسلامي للدول الأعضاء وأهمية القطاع الخاص وضرورة تقديم الدعم من حكومات الدول المشاركة في المنظمة . ورحب إعلان إسلام أباد بضرورة أن تشمل اتفاقية تأشيرات رجال الأعمال جميع الدول الأعضاء، وأشار إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين نيجيريا وباكستان وتركيا واندونيسيا وإيران وماليزيا، ويأمل أن تنضم للاتفاقية كلُ من مصر وبنجلادش. كما أكد على ضرورة تحقيق الدول الأعضاء في المنظمة لتنمية زراعية مستدامة، وتشجيع زيادة الاستثمار العام والخاص في الزراعة والاستصلاح الزراعي والصناعات القائمة عليهما وزيادة الإنتاج الزراعي. ويختتم الإعلان بالتأكيد على قبول دعوة تركيا لاستضافة القمة التاسعة في 2014 وذلك بصفة مبدئية حتى يوافق القادة ورؤساء الحكومات على ذلك . ومن المقرر أيضا أن يتم اعتماد ميثاق المنظمة الجديد خلال تلك القمة وأن يشهد القادة مراسم توقيع وزراء الخارجية على ذلك الميثاق في حفل خاص في أعقاب اجتماع القمة. وسيحل هذا الميثاق الجديد محل إطار العمل المعمول به منذ تأسيس تلك المجموعة في تركيا عام 1997. وتتولى باكستان رئاسة قمة مجموعة "دي -8" خلال العامين المقبلين حتى عام 2014، وتأمل في أن تساهم تلك القمة في تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي واستعادة الثقة فيها من خلال إزالة المفاهيم الخاطئة التي تم ترسيخها عبر بعض وسائل الإعلام الدولية واتهامها بأنها تشكل ملاذا لمجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة. كما تأمل باكستان في أن تؤدي تلك القمة إلى تحسين روابطها الإقليمية في قطاعي التجارة والأعمال خاصة مع الدول الأعضاء في "دي-8"، وأن تتعزز علاقاتها خلال فترة رئاستها (2012-2014) مع المنظمات الأخرى لاسيما منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة التعاون الاقتصادي "ايكو"، والحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "اسيان". وتتزامن قمة إسلام أباد مع الذكرى ال 15 لتأسيس مجموعة "دي-8" والتي أسسها رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان بعد إعلان اسطنبول في الخامس عشر من يونيو عام 1997، وكان يهدف من خلالها إلى دعوة الدول الإسلامية الثماني الكبرى، والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليار نسمة، للالتقاء تحت سقف واحد في محاولة لمواجهة النفوذ الاقتصادي المتصاعد للقوى الغربية. ومن ثم كان الهدف الأساسي لمجموعة "دي-8" هو تحسين موقف الدول النامية في الاقتصاد العالمي لتكون نظير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتنويع وخلق فرص جديدة في العلاقات التجارية، وتعزيز المشاركة في صنع القرار على الصعيد الدولي، إضافة إلى توفير أفضل مستويات المعيشة. ومن أهم ما يميز مجموعة "دي-8" أنها منظومة عالمية وليست إقليمية كما يتضح جليا في أعضائها المؤسسين: بنجلاديش، مصر، اندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا. وتفتح المجموعة عضويتها أمام الدول النامية الأخرى التي تتفق مع الدول الأعضاء بها في الأهداف والمبادئ. كما لا تحمل تلك المجموعة أي تأثير عكسي على التزامات دولها الأعضاء الثنائية والدولية تجاه عضويتها وتجاه المنظمات الدولية. وتعقد قمة مجموعة "دي-8" كل سنتين على 3 مستويات هي مستوى المفوض ثم مستوى وزارى ثم مؤتمر القمة الذي يعتبر الجهاز الأعلى للمجموعة. وخلال السنتين يجتمع الوزراء مرتين والمفوضون مرتين سنويا، كما تعقد خلال هذه الفترة اجتماعات قطاعية. وقد تمكنت مجموعة "دي-8" من تحقيق عدة انجازات أهمها وضع خطة شاملة لتعزيز التعاون في العديد من المجالات من بينها التجارة والصناعة والاتصالات، والمعلومات، والمالية، والخدمات المصرفية والاستثمارات المشتركة، والجمارك، التأمين، الخصخصة، الزراعة، التنمية الريفية، الطاقة، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما وضعت المجموعة خارطة طريق للتعاون الاجتماعي والاقتصادي على مدى 10 سنوات للفترة 2008-2018، تضع من خلالها المعايير التي يتعين تحقيقها في مجالات مختلفة. وعلى سبيل المثال، تهدف خارطة الطريق إلى زيادة التجارة بين بلدان مجموعة "دي-8" إلى 5.517 مليار دولار بحلول عام 2018، علما أن التبادل التجاري بين دول المجموعة يناهز حاليا حوالى 130 مليار دولار سنويا أي أن الهدف الواعد هو رفعه بمعدل ثلاثة أضعاف. وانتهت مجموعة "دي-8" من صياغة ثلاث اتفاقيات إطارية، ألا وهي اتفاقية التجارة التفضيلية واتفاقية بشأن تبسيط إجراءات منح تأشيرات الدخول لرجال الأعمال من الدول الأعضاء، وأخيرا اتفاقية بشأن المساعدة المتبادلة في المسائل الجمركية. وتعد اتفاقية التجارة التفضيلية أهم اتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال التجارة، وقد دخلت حيز النفاذ منذ أغسطس 2011، وتهدف تلك الاتفاقية إلى تحقيق خفض في التعريفة الجمركية على الواردات، وإزالة الحواجز غير التعريفية وشبه التعريفية. أما الاتفاقية الخاصة بالتعاون في مجال تأشيرات الدخول فسوف تمهد الطريق لتسهيل الإصدار السريع لتأشيرات الدخول والدخول المتعدد، و تمديد تأشيرات الدخول و تصاريح الإقامة لرجال الأعمال من دول "دي-8". واتخذت المجموعة خطوات ملموسة لحشد القطاع الخاص لدول "دي-8". وتحقيقا لهذه الغاية، تم تشكيل اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول "دي-8" الذي يضم الغرف الوطنية للتجارة والصناعة في الدول الأعضاء. كما نجحت المجموعة في توسيع التعاون في مجالات الزراعة والصناعة، والطيران المدني، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والصحة الالكترونية والطاقة. وبالنسبة للاتفاقية متعددة الأطراف بشأن المساعدة الإدارية في المسائل الجمركية فإنها توفر إطارا لتعزيز التعاون في أمور ذات صلة بالجمارك عبر تبادل المعلومات، والمساعدات الإدارية، وبناء القدرات، وتيسير التجارة. أ ش أ Comment *