احتفلت سلطنة عُمان بالعام الهجري الجديد وقد أكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة على ضرورة تماسك الأمة وترابطها ونبذ الفرقة والتشتت ، كما شدد على أهمية الاعتزاز بالتاريخ الهجري لارتباط هذا التاريخ بديننا الإسلامي الحنيف. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها بجامع الحبي ببهلا احتفالا بذكرى الهجرة النبوية الشريفة. وبين المفتي ما تعرضت له الدعوة في بدايتها من إعراض وأذى من قبل المشركين حيث ووجهت الدعوة بالتكذيب وبالتعذيب والتنكيل لمن يتبعها، وجاءت الهجرة بحثا عن المكان الملائم الذي يحتضن هذه الدعوة وكانت المدينةالمنورة الحاضن لهذا الدين وفازت بهذا الشرف وكانت القلعة الحصينة لهذه الدعوة. وأشار الى أن أمر الهجرة لم يكن أمرا سهلا وهينا فهي هجرة للوطن وللمال والأهل لكن تضحية صحابة رسول الله جاءت من أجل إعلاء راية هذا الدين، لافتا الى أن الأنصار استقبلوا المهاجرين في دورهم وآثروهم على نفوسهم وهذا ما فعله الإيمان في قلوبهم. واستعرض الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الأعمال التي قام بها عليه الصلاة والسلام حينما وصل إلى المدينةالمنورة فأول ما قام به هو عمارة المسجد ليكون المسجد مركزا لهذه الأمة فكان دار عبادة ومقر تعليم ومنه خرجت الرسالة إلى كافة ربوع المعمورة، كما عني الرسول الكريم بتأسيس السوق الإسلامية التي تتعامل وفق منهج الحق بعيدا عن التعاملات الربوية، ونشطت التجارة والزراعة بالمدينةالمنورة لتتكامل ولتكون الامة مستقلة لا عالة على غيرها، فعلم الرسول صحابته كيف يستقلون في شؤونهم التجارية، وفي العناية بالمسجد والسوق دليل على أن الدنيا يجب سيرها في منهج واحد وبينهما التكامل ، كما عني الرسول بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار فكانت بمثابة قوة الجسد الواحد فيجب على الامة ان ترتبط وألا يكون بينها التشرذم والتشتت والفرقة التي تضعفها وتمزقها. يذكر أن الحفل الديني لذكرى الهجرة النبوية نظمته اللجنة الثقافية بجامع الحبي وحضره جمع غفير من أهالي البلدة والقرى المجاورة وتضمن برنامج الحفل إلى جانب المحاضرة قصيدة دينية ألقاها الشاعر سليم العميري. Comment *