ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن استدعاء مصر لسفيرها لدى إسرائيل، قد يؤدي الي سيناريوهين مختلفين فيما يتعلق بحالة العلاقات بين مصر وإسرائيل. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - : إن السينايو الأول يتمثل في أن يقف التصعيد المصري -الإسرائيلي عند هذا الحد، وربما، بعد أن تحصل القاهرة على بعض الضمانات من الولاياتالمتحدة، تعيد مصر العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إسرائيل. والسيناريو الثاني يتمثل في أن تتصاعد الأزمة بين القاهرة وتل أبيب لتشبه أزمة إسرائيل مع تركيا التي اندلعت في أعقاب هجوم القوات الإسرائيلية الدامي على السفينة التركية مرمرة في عام 2010 ، التي كانت تسعى لكسر الحصار على قطاع غزة من خلال قافلة إغاثة /شريان الحياة/ الدولية. ونهت الواشنطن بوست إلى أن العلاقات التركية - الإسرائيلية انهارت بشكل كبير على مستوى التعاون الدبلوماسي والعسكري بعد حادث الهجوم الإسرائيلي على السفينة مرمرة وهو الهجوم المروع الذي راح ضحيته ثمانية أتراك ومواطن أمريكي. وأشارت الصحيفة الى أن تركيا انتقدت السياسات الإسرائيلية بشكل علني، خصوصا عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر عام 2008، مما أدى إلى انهيار كبير في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وتفاقم بعد الهجوم على السفينة مرمرة . وتابعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية : أن تراجع العلاقات الإسرائيلية التركية لم يمثل كارثة بالنسبة لإسرائيل، ولكنه في الوقت ذاته لم يكن نبأ جيدا بالنسبة لهم، حيث ابدى القادة الاتراك اهتماما واسعا بالسياسة الفلسطينية، ويخطط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسفر إلى غزة. ووصفت الصحيفة الأمريكية العلاقات المصرية-الإسرائيلة بأنها فريدة من نوعها، على الرغم من التوتر الذي يشوبها الآن، كما انه لا يوجد أي مؤشر على أن مصر تدرس رفع الحظر عن قطاع غزة ، ولكن حدوث ذلك سيمثل على الارجح ضربة قوية للعلاقات المصرية -الإسرائيلية. ونوهت الصحيفة الى أن أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث: هو أن تقوم القاهرة بإلغاء إتفاقية كامب ديفيد، التي حافظت على السلام مع إسرائيل على مدى ثلاثة عقود، ولكن هذا الاحتمال مستبعد بشكل كبير ، خاصة بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد مرارا ان هناك "خطا أحمرا" للحفاظ على أمن إسرائيل . وأشارت الصحيفة الى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أعربت عن تعاطفها مع الشعب الفلسطيني في الحصار الذي يواجهه القطاع الآن وهناك شكوك حول استمرار بقاء معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل، والتي اصبحت مسألة حساسة بالنسبة للرأي العام المصري - غير المؤيد للمعاهدة مع إسرائيل - والتي كانت تحافظ عليها حكومة الرئيس السابق حسني مبارك. وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين مصر وإسرائيل ظلت مستقرة بوجه عام منذ الثورة المصرية، ولكن المحللين السياسيين يشعرون بالقلق من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على غزة الى تغيير الحسابات في القاهرة، خصوصا مع استعداد إسرائيل لإرسال قوات برية الى القطاع. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول انه مهما كان رد القاهرة على عملية "عمود الدفاع" التي تشنها إسرائيل الآن على قطاع غزة، سيكشف ذلك النهج التي ستتبعه مصر الجديدة تجاه إسرائيل خلال لحظات من التوتر. أ ش أ Comment *