وصل إلى الخرطوم مساء أمس الأربعاء، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، في زيارة للسودان يشارك خلالها في الإاجتماع الثامن للحركة الإسلامية في السودان الذي يبدأ اليوم الخميس، ويستمر ثلاثة أيام. ويبحث المؤتمر - الذي يفتتحه الرئيس السودانى عمر البشير وتحضره 170 جهة خارجية - قضايا تجديد أجهزة وهياكل الحركة، ومن أبرزها الأمانة العامة وهيئة شورى المؤتمر، إضافة لقادة الأحزاب والقويى السياسية السودانية وقيادات المجتمع المدني. وسيشارك في المؤتمر - الذي يتم تنظيمه كل أربع سنوات - أربعة آلاف عضو تم تصعيدهم عبر سلسلة من المؤتمرات القاعدية بدءًا من الأحياء، مرورًا بالمناطق والمحليات والولايات، وصولاً للمؤتمر العام القومي . وفي ذات الإطار دعا الدكتور عصام أحمد البشير، القيادي بالحركة الإسلامية السودانية، عقلاء العالم للحوار القائم على الحرية المسئولة والشراكة الحضارية التي تعود بالخير على الإنسانية . وأكد في ورقته بعنوان "مفهوم العلاقة مع الآخر الملي" التي قدمها بقاعة الصداقة أمس، ضمن البرنامج الفكري المصاحب للمؤتمر الثامن للحركة الإسلامية، على ضرورة صياغة عهد سياسي واجتماعي يقوم على المواطنة، ينطلق من الإيمان بوحدانية الخالق وتعددية الخلق، معتبرًا الاعتراف بالتعددية لونًا من ألوان الاعتراف بالآخر. وأضاف أنه ينبغي عند التأسيس لدساتير إسلامية في البلاد الإسلامية التفريق بين وزارة التفويض ووزارة التنفيذ، والتحول من سلطان الفرد إلى سلطان الدولة والمؤسسة. وأشار إلى ضرورة التمييز بين الثابت في المصطلح الشرعي والمتحرك جرَّاء تغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان، والتي تتطلب النظر المتأصل لبعض المصطلحات الشرعية. ونوَّه إلى التفريق بين مصطلحي الجهاد والقتال، معتبرًا الأصل في علاقة المسلم بغيره هو السلم، وأن القتال شُرِّع لرد العدوان، ووجه نداء للأمة الإسلامية بضرورة تحرير المسجد الأقصى؛ باعتباره من أعظم واجبات الأمة، داعيًا الحركات الإسلامية للنظر لتجربة السودان بعين الإنصاف وعدم التسرع في إطلاق الأحكام عليها. من جانبه حث الشيخ عبد المجيد النجار الدول الإسلامية على وضع أسس للحوار مع الآخر، مبينًا أن الغرب ليس على قلب رجل واحد، وأن لديه قابلية للحوار ومرونة، فيما دعا محمد الهلالي من حركة الدعوة والإصلاح الجزائرية لإنتاج فقه الكرامة ونبذ الاستلاب، وعدم المبالغة في استرضاء الغرب بدعاوى الانفتاح. ونبه سعد سلامة، من حركة الإخوان المسلمون في ليبيا إلى خطورة تنامي التيارات العلمانية في الدول الإسلامية، ودول الربيع العربي على وجه الخصوص، بينما أشار أمين جامبا من ساحل العاج إلى عدم موالاة الغرب والجري وراء خططه الرامية لتفريق المسلمين والنيل من وحدتهم. ا ش ا Comment *