أقول لكم اليوم الكلام المباح اللي ينفع يتقال، لا تقارن بين مصر وتونس، لا تظن أن العدوى قادمة، فلا يوجد طرق مشتركة، ولا رحلات طيران تنقل المرض، ويقول العملاق جاهين -رحمه الله- الدنيا دي أودة كبيرة للانتظار ،فيها ابن آدم زيه زي الحمار، الهم واحد والملل مشترك، ومافيش حمار بيحاول الانتحار وعجبي!!. نعم الملل وحده هو المشترك بيننا وبين تونس، وهمنا واحد لكن لا يوجد مصري يحاول الانتحار، وإن حاول وقد حدث بالفعل فلم يحدث أي رد فعل جماهيري ولا رسمي كما حدث بتونس، فقضبان المترو تشهد عن الدماء التي سالت عليها، والنار تشهد عن الأجساد التي أكلتها، لكن شعرة لم تهتز في رأس مواطن مصري رسمي أو غير رسمي، واكتفينا بالتنديد والشجب والإدانة . وأنا لا أحرضك على الثورة ولا الغضب، بل أنا فقط أطمئن النظام وأطمئنك، فمصر آمنة، فقط سيتغير فيها شيء واحد، ألا وهو أنه لي يكون فيما بعد الرشوة بالشاي بالياسمين، لأن مسؤولاً مصرياً واحداً لن يكن بمقدوره أن يذكر سيرة الياسمين، ولن يزرع الياسمين ثانيةً في بلادنا الحبيبة، ولن تشم رائحته في أي عطر بعد اندلاع ونجاح ثورة الياسمين. ولن أحكي لك عن ثورة في وزارة التربية والتعليم تطمح –غاية طموحها- أن تقيل الوزير، فيخرج الوزير هادئاً، واثق الخطوة، يمشي ويؤكد على أن مطالب الناس مطالب شخصية!! وهل يا دكتور يجتمع كل هؤلاء الآلاف لتحقيق مطالب شخصية؟ وهل كل هؤلاء فاسدين وأنت تحاربهم وتحارب فسادهم؟ وهل تحرك أحد من رئاسة الوزراء ليسمع مطالب الجماهير خاصةً أن الأزمة التونسية مازالتس ماثلة في الأذهان ، لكن لم يتحرك أحد لأنه معروف آخر التظاهرات إيه، وكيف يمكن تحجيمها؟ هل حرك أحد ساكناً واستدعى الوزير وقال له امشي أو خف أو أي حاجة؟ لا طبعاً لإن الكل عارف إننا شعب عاطفي، كلمتين حنينين من الوزير حاتهدأ الدنيا مهما حصل، وفي الآخر لما الدنيا تزنق أوي نبقى نفكر نشيل الوزير، نحطه في وزارة تانية، لكن مسألة الخضوع للمطالب الشعبية غير واردة، وإن حدث سيكون مؤقتاً درءاً للعدوة التونسية. وحضرتك لا تعرف الكلام المباح، لكن تعرف فقط أنك تريد أن تعيش حتى ولو جنب الحيط، والحيط تداريني وتداريك، والفلوس والسلطة تداريهم، وتونس ليس مثل يحتذى به، ومصر ليست الأسوأ بين البلدان العربية، والكل سينظر لفكر الرئيس القذافي الذي أكد أن خطأ الأنظمة أنها لا تعطي كراسي للشعب ليحكم منها مثل التجربة الشعبية الرائدة التي يحكم بها ليبيا باللجان الشعبية، ولا يعرف أن الأنظمة في بلدانه العربية لا تعطي كراسي، وإنما تعطي خوازيق، والخازوق منذ أن أدخلته الحملة الفرنسية لقتل سليمان الحلبي لم يخرج من المنطقة العربية، ولكن في ليبيا خرج، ودخل الكرسي في حيز السلطة، فحكم الشعب نفسه بنفسه، وتسلط القذافي عليهم بنفسه، وبقى في السلطة أكثر من أربعين عاماً، فهل ستستبدل الأنظمة الظالمة الخوازيق بالكراسي اقتداءاً بالتجرية الليبية؟.