تصادف اليوم الذكرى الثامنة لرحيل القائد الفلسطيني ياسر عرفات، في ظل تحقيقات تجري على قدم وساق للتأكد من كيفية موته مع شكوك قوية حول تورط العدو الإسرائيلي في تسميمه.. فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تكثيف هجماتها على مواقع ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي مستخدمة قذائف لم تدخل سابقا حقل المقاومة.. دفعت الاحتلال إلى البحث عن ملاجئ تحمي مستوطنيه والبحث عن طرق دبلوماسية تحفظ ماء وجهه. أعلن الإعلام الحربي في سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) مسئوليتها عن إطلاق 70 صاروخًا خلال الأربع وعشرين ساعة السابقة على العديد من مواقع الاحتلال. كما أذاعت مقطعًا مصورًا يظهر لواء رفح التابع للسرايا يطلق ثلاثة صواريخ من نوع SK8 التي تستخدم لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. واعترفت حكومة الاحتلال بموت أحد جنودها متأثرا بجراحه جراء قصف الأمس، بالإضافة لإصابة أربعة مستوطنين في مستوطنة سديروت جنوبي فلسطينالمحتلة. وفي نفس السياق أعلنت كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تبنيها لاستهداف موقع كيسوفيم العسكري بثلاثة صواريخ هاون، وإطلاق ثلاثة صواريخ أخرى على معبر كرم أبو سالم والنقب الغربي، واستهداف دورية إسرائيلية بقذائف مضادة للدروع في مواقع محاذية لقطاع غزة. وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن صباح اليوم رؤساء المجالس المدنية بجنوب الأراضي المحتلة عن وقف التعليم فى رياض الأطفال والمدارس التى توجد بالمنطقة، وحسب القناة الثانية الإسرائيلية فإن القرار جاء نظرا لإعمال القصف المتبادلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. وطبقا للقناة الإسرائيلية فإن المناطق التى تم تعطيل الدراسة بها هى منطقة أشكول والنقب وعسقلان وسديروت، حيث كانت هذه المناطق جميعها أهداف لصواريخ المقاومة الفلسطينية ليلة أمس. ومن جانبه صرح "حاييم ويلين" رئيس مجلس أشكول: "الهدوء فى الجنوب يجب أن يتخطى مرحلة الأنشطة المتطرفة، ويجب القيام برد عسكري أو سياسي لكي نُعيد الهدوء والأمن إلى مستوطني الجنوب حتى يتمكن كل شخص من مزاولة عمله". وفي سديروت، بحثت الشرطة إغلاق كل المحلات التي توجد بسوق المدينة وجاء في بيانها: "فى ظل القصف المتواصل على مدينة سديروت فكرنا بعد دراسة الوضع في غلق المحلات التى توجد فى السوق"، وطالبت الشرطة المستوطنين باتباع التعليمات وتنفيذها حال صدورها. وعن ردود القيادات السياسية والعسكرية حول أحداث أمس، قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فى افتتاح اجتماعه مع الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم: "إسرائيل مستعدة لتصعيد ردها ضد فصائل المقاومة إذا طلب منها ذلك"، حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية. وأضاف نتنياهو: "فى مثل هذه الظروف أود أن أُعرب عن مساندتي لمستوطني الجنوب الذين يواجهون الوضع بكل شجاعة وثبات، لا بد وأن يعي العالم جيداً أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام زيادة إطلاق النار والقصف الذى تتعرض له من قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي سوف يواصل العمل بحزم ضد كل منظمات المقاومة الفلسطينية حتى يلقنوهم درساً صعباً." وفى ختام كلمته أشار نتنياهو إلى ضرورة الضرب بيد من حديد ضد منظمات المقاومة الفلسطينية وتكثيف العمل ضدها "يجب علينا تكثيف ردنا". وفي الصدد ذاته صرح أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي فى لقاء له مع برنامج "صباح الخير يا إسرائيل" بأن الجيش الإسرائيلي يوجه ضربات قوية لمنظمات المقاومة، لقد قتل أمس 4 أشخاص، وفى الأسابيع القلية الماضية قتُل 15 أخرين، إسرائيل لن تقبل محاولاتهم فى تغير القواعد". وأكد باراك على أن مستوطني الجنوب يواجهون صعوبات قوية، لكنه أشار إلى أن الوضع يتحسن قليلاً "الوضع اليوم في منطقة غزة ليس كما كان منذ 10 سنوات، الوضع آخذ فى التحسن". Comment *