أعلن عدد من القوى المدنية رفضها للمشاركة في مليونية "تطبيق الشريعة" التي دعت إليها قوى إسلامية غدًا بميدان التحرير وكافة ميادين الجمهورية؛ للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية. ومن جهته قال جورج إسحاق، القيادي بحزب الدستور، إن الحزب لن يشارك في مليونية الغد، مؤكدًا أنه ليس هناك أي معنى للدعوة لمليونية لتطبيق الشريعة في ظل وجود المادة الثانية من الدستور التي تكفل ذلك فعليًّا. وأضاف إسحاق في تصريحات ل "البديل" أن الحزب سيشارك في المسيرة الحاشدة المقرر تنظيمها في اليوم ذاته أمام سفارة ميانمار، ردًّا على استمرار الاعتداءات والمذابح الجماعية ضد الأقلية المسلمة بها. وأكد نبيل زكي، المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، أن مليونية تطبيق الشريعة تأتي بغرض التغطية على ما وصفها ب "جريمة" الدستور الذي يعد حاليًّا, والذي لا يتفق مع أهداف ثورة 25 يناير, ويكرس لتحكُّم الفرد المطلق،حيث يمنح رئيس الجمهورية سلطات واسعة. واعتبر زكي أن قضية تطبيق الشريعة مفتعلة؛ لأن الشريعة مطبقة بالفعل، ولا يوجد قانون في مصر متعارض معها, وأن الذين يتظاهرون للمطالبة بتطبيقها يريدون تحويل الأمة إلى قبيلة لها شيخ يأمر فيطاع – على حد قوله -. وأوضح أحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي، أن من حق أي فصيل سياسي ممارسة حقه في التظاهر السلمي، إلا أنه أبدى استغرابه من التشديد على قضية "تطبيق الشريعة"، مع إهمال عدد من القضايا الأخرى التي تمس الشارع المصري في حياته اليومية، كالفقر والبطالة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وأشار فوزي إلى أن إدخال السياسة في الدين هو ما تسبب في أزمة "تطبيق الشريعة"، مشددًا على أن المادة الثانية للدستور بنصها في دستور 71 تحظى بإجماع وطني واسع من كل القوى، بما فيها عدد من الإسلاميين، وأن إصرار بعض القوى على الخروج على هذا الإجماع يعني أنها ترغب في فرض مفهوم معين للشريعة حسب هواها، على غير رغبة الشعب المصري. وأعلن مدحت الزاهد، المتحدث الرسمى باسم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، عن عدم مشاركة الحزب غدًا بمليونية الشريعة، مشددًا على أن التحالف لن ينظم أحداثًا موازية؛ لعدم تكرار خطأ الإخوان بالمشاركة في مليونية كشف الحساب، مؤكدًا على أن حق التعبير مكفول للجميع. وألمح الزاهد إلى أن هذه المليونية تهدد بتصعيد الأزمة الطائفية بدون مبرر؛ لأن قضية الشريعة تم التوافق عليها في المادة الثانية من قبل كافة القوى السياسية, وأن إثارة أي لغط جديد هو محاولة للضغط على القوى السياسية والمجتمع المصري التي عارضت هذا التوجه. وأوضح الزاهد أن ما يدعو له منظمو المليونية محل خلاف بين الفقهاء وعليهم أن يتركوا الناس؛ لأنهم أدرى بشئون دنياهم, وأن ما يفعلونه الآن هو أنهم يرتكبون أخطاء بحجم أخطاء مبارك، ولكن تحت ستار ديني. وفي السياق ذاته رفض حزبا الكرامة والمصريين الأحرار المشاركة في مليونية الغد؛ وذلك لعدم جدوى الدعوى لها في هذا التوقيت، خاصة في ظل التوافق حول المادة الثانية من الدستور. Comment *