طوال فترة حكم الحزب الوطني قبل الثورة، كانت جميع الأحزاب الموجودة على الساحة تقع في خندق المعارضة وإن كانت لا تقدم معارضة ملموسة بسبب التضييقات الأمنية، إلا أن الوضع تبدّل في أعقاب الثورة فظهرالكثير من التيارات السياسية وأمطرت السماء أحزاباً لا حصر لها دون أن يُعرف أيُ منها المؤيد وأيُ منها المعارض للنظام . البديل حاولت تحديد مواقف الأحزاب المعارضة والأحزاب المؤيدة والأحزاب التي تقف في المنتصف، بناء على النظم السياسية المتعارف عليها في البلاد الديمقراطية . الدكتورعمرو الشوبكي الخبير الاستراتيجي قال إن الأحزاب من المفترض أن تكون لها هوية ورؤية, وما نراه في مصر لا يمت للنظم السياسية بصلة، مضيفاً أنه قبل الثورة كان من الصعب إنشاء حزب واحد وبعد الثورة أتيحت الفرصة للجميع وظهرت أحزاب ولكن سرعان ما اختفت. وأضاف الشوبكي أن الأحزاب التي تقوم على مناصرة النظام الحاكم بدون رؤية وخطط ؛ تُمثل عبئا على الدولة، ولا وجود لها في النظم السياسية وأن النظام الديمقراطي لا يقبل وجود أحزاب بدون مشروع. من جانبه أوضح أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار أنهم ضد فكرة المعارضة على طول الخط، وأن حزبهم يمتلك رؤية قد تتفق مع الحكومة في بعض الأحيان وقد تختلف. وأشار خيري إلى أنهم يسعون إلى بناء معارضة حقيقية تعمل على خدمة الوطن، وأن ليس لديهم رفاهية المعارضة التي توجد في بعض الدول. على جانب آخر، أكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن الحزب يرفض الحكم " الديني والتجارة بالأديان " وضد كل الأحزاب القائمة على هذا الأساس , ولكن إن حدث قرار في صالح الوطن مثل إلغاء اتفاقية كامب ديفيد سيكونوا معه. وألمح الدكتور يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور إلى أنهم يختلفون عن جميع الأحزاب ويعملون على تطبيق القيم الإسلامية من الصدق والأمانة وبأخلاق الإسلام الصحيحة ومن أجل إصلاح جميع الأمور. وأضاف مخيون أنهم ضد المعارضة من أجل المعارضة لأن الدكتور مرسى ورث تركة ثقيلة ويحب عليهم دعمه و مساعدته فى العمل على معارضة بنائه و قوية من شأنها أن تخدم الصالح العام. وشدد مخيون على أحقية محمد مرسى في الحصول على فرصته حتى يتسنى له المضى فى الطريق الصحيح نظراً لوجود مشاكل متراكمة عبر عقود من الفساد, مؤكداً أن الوقت غير مناسب لتقييمه بل يجب على الجميع دعمه و مساندته و هو ليس معصوما من الأخطاء و فى حالة الخطأ يجب تقويمه و لفت نظره بأسلوب بناء و محترم, مطالباً بعدم تصيٌد الأخطاء له أو عمل ضجة إعلامية حول مشاكل ليس من السهولة حلها. وأشار أحمد بهاء الدين شعبان أمين العام للحزب الاشتراكى المصرى ومنسق الجمعية الوطنية للتغيير إلى أن كل فصيل سياسى له انحيازات اجتماعية و إيمان بدور معين و هى السياسات التى تطبق و نحن ننحاز للطبقات الفقيرة و المطحونة و نقف ضد كل من يحاول تطبيق سياسات إغناء الغنى و إفقار الفقير. وتابع"نحن نعارض مرسى و جماعة الإخوان وليس لأنهم تياردينى بل لأنهم الآن فى السلطة و يجب على من فى السلطة معرفة أنه يخدم شعب بأكمله و يجب تحقيق العدالة الاجتماعية لكافة الشعب" . Comment *