أكد موقع "ديبكا" الإسرائيلي على أن فوز أوباما يُعد ضربة قوية لإسرائيل واستمرارًا للسياسات الأمريكية التي تتقرب من إيران والإخوان المسلمين. حيث بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية في التحليل والتنبؤ بمستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتوجهات إدارة أوباما، وكان موقع "ديبكا" القريب من الاستخبارات في طليعة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناولت ذلك. وأوضح الموقع الإسرائيلي أن السياسات الخارجية الأمريكية تركز على خطوات استراتيجية بهدف الحفاظ على التأثير الأمريكي في العالم الإسلامي الشيعي والسني ومساندة الإخوان المسلمين بصفتهم حكام للدول العربية السنية، وبالنسبة لإسرائيل هناك أمرين يتعارضان مع هذه السياسة الأمريكية هما "عداء أيدولوجي" و"عداء ديني" نشأ منذ قيام إسرائيل؛ أي قبل نحو 64 عام. وفي سياق حديث "ديبكا" عن هذا العداء، ذكر تصريحات الزعماء الإيرانيين التي دعوا فيها إلى تدمير إسرائيل ومحوها من على الخريطة، وموقف الإخوان المسلمين من إسرائيل، وعدم رغبتهم في الحديث معها، مستدعيًا التصريحات التي قالها "عاموس جلعاد" رئيس الدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي؛ حيث أشار جلعاد إلى تهديد التيار الإسلامي على إسرائيل. وأكدت مصادر "ديبكا" الاستخباراتية الخاصة أن الحديث في الغرف الإسرائيلية المغلقة يدور حول أمرين أساسيين؛ هما "التهديد السياسي" و"العسكري"، اللذان تتعرض لهما إسرائيل في ظل وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وأضافت مصادر ديبكا أن هذه المحادثات في الغرف المغلقة سوف تستمر طيلة السنوات الأربعة القادمة، نظرًا لفوز أوباما بفترة ولاية ثانية بسبب تعارض سياساته مع إسرائيل، مؤكدين أن إيران الشيعية التي ستمتلك السلاح النووي قريبًا، سوف توحد القوة مع الإخوان المسلمين خاصة في مصر. وأشار الموقع الإسرائيلي مخاطبًا المتشككين فيما ذكر حول علاقات إيران ومصر قائلاً: "يمكنك التأكد من خلال استطلاعات الرأي التي تمت في مراكز البحوث الأمريكية مثل جرينبرج بوزنر برئاسة الباحث ستنلي جرينبرج المقرب من رئيس الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ حيث أوضح استطلاع الرأي أن نسبة كبيرة من الشارع المصري يدعم استئناف العلاقات بين مصر وإيران ويساند البرنامج النووي الإيراني، حيث دعم البرنامج النووي الإيراني 61% من المشاركين في الاستطلاع، وأعرب 65% عن تأييدهم لاستئناف العلاقات المصرية الإيرانية. وبينَ "ديبكا" أن الخلاف بين أوباما ونتنياهو ليس كما يظنه الجميع حول مسألة توجيه ضربة لإيران أم لا؟ ولكن الحقيقة أن الخلاف بينهما حول الاستراتيجية التى يستخدمها باراك أوباما مع الدول العربية التى نشبت بها ثورات، واعتلى حكمها شخصيات تنتمي للإخوان المسلمين مثل تونس ومصر وليبيا، والآن فى سوريا، حيث ساندتهم أمريكا وأظهرتهم على أنهم تيار إسلامي معتدل. وأضاف "ديبكا" أن الإدارة الأمريكية اتبعت سياسات خاصة مع الدول العربية منذ أواخر شهر ديسمبر 2010، والتي بدا فيها الإخوان المسلمون كحزام يضيق على حدود إسرائيل، وهذا الحزام سيضيق أكثر عندما يسيطر الإخوان المسلمين عاجلاً أم أجلاً على الثورة السورية والمملكة الأردنية، ثم بعد ذلك يتوجهون إلى المملكة السعودية. وعلى الرغم من أن التقارير وتصريحات أوباما توضح مدى حرصه على أمن إسرائيل، إلا أن هذا ليس صحيحًا لحد بعيد، ففي الوقت الذي يحرص فيه أوباما على تعزيز أمن إسرائيل، يقوم بمساندة ودعم دول معادية لها فى الشرق الأوسط، وبعبارة أخرى فإن وسط سياسات أوباما يوجد ما يقوض أسس أمن إسرائيل. وأكد "ديبكا" على أنه لا يوجد مسئول إسرائيلي سياسيًّا كان أو عسكريًّا يستطيع التحدث علنًا على أنه بجانب الاستعداد لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني يجب على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحرب مع مصر من أجل السيطرة على شبه جزيرة سيناء، موضحًا أن مثل هذه الأمور يجري النقاش فيها في الغرف المغلقة - كما ذكر الموقع. Comment *