خففت الإدارة الأمريكية من القيود المفروضة على بيع الأدوية والمستلزمات الطبية لإيران وسط مخاوف إزاء معاناة المواطنين الإيرانيين العاديين، والذي قد يؤدى إلى تآكل الدعم لحملة العقوبات الدولية المستهدف بها برنامج طهران النووي. ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن مسئول في مكتب مراقبة الأصول في وزارة الخزانة الأميركية قوله أن الوزارة غيرت القواعد لتوفير ما يصل إلى "تصريح مستديم" لمبيعات بعض الأطعمة والأدوية المحددة لتخفيف عبء تراخيص الإجراءات والأوراق، مؤكدا أن "الهدف من العقوبات ليس لعرقلة هذا النوع من التجارة". وأشارت "تايمز" إلى أن التغيير في القوانين يأتي في وقت تتشكل فيه معركة دعاية بين إيران والغرب حول عما إذا كان المواطنون الإيرانيون العاديون يعانون في ظل تلك العقوبات الدولية أم لا. وكانت الولاياتالمتحدة وأوروبا قد قامت بتشديد العقوبات في الصيف الماضي، حيث انخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى النصف مما أدى إلى إضعاف قيمة عملتها وتقييد الواردات. ومن جانبها، قامت وسائل الإعلام الإيرانية التي تديرها الدولة بحملة تصعيد لإلقاء اللوم على الغرب لإيذاء المرضى الإيرانيين. ونقلت عن أطباء وأكاديميين ومسئولين في جمعيات خيرية شكواهم حول صعوبة متزايدة في الحصول على الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب التعقيدات المحيطة بعمليات شراء البضائع الأجنبية. وقالت فاطمة الهاشمي، رئيسة مؤسسة خيرية تهتم بالمصابين بأمراض خاصة، وهي منظمة غير حكومية تدعم 6 ملايين مريض في إيران، لموقع "تابناك" الإخباري الإيراني -في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الإيرانية والأوروبية على نطاق واسع- أن "العقوبات جعلت من الصعب العثور على أدوية لأمراض مثل الهيموفيليا والسرطان والتصلب المتعدد". وكتبت الهاشمي للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطلب منه التدخل لصالح المرضى الإيرانيين الذين تضررت "حقوق الإنسان الأساسية لهم" بسبب العقوبات. وذكرت الصحيفة الامريكية أن رسالة الهاشمى يبدو أنها لاقت استجابة من قبل بان كي مون، حيث كتب تقرير مؤخرا للأمم المتحدة يشير فيه إلى أن العقوبات الدولية على إيران كانت في الواقع لها تأثير سلبي على الجانب الإنساني في البلاد، موضحا أنه "حتى الشركات التي حصلت على التراخيص اللازمة لاستيراد الغذاء والدواء تواجه صعوبات في العثور على بنوك في بلدان ثالثة لأجراء المعاملات التجارية". يذكر أنه على الرغم من أن القواعد الأمريكية كانت قد سمحت للشركات الأمريكية لبيع الأدوية والمستلزمات الطبية إلى إيران إلا انه كان لزاما على المصدرين الحصول على تراخيص خاصة. Comment *