بفارق صوتين فقط فاز الدكتور مصطفى أبو شاقور، نائب رئيس الوزراء الليبي، بمنصب رئيس الحكومة الليبية بعدما وذلك في الجولة الثانية من الانتخابات والتي تفوق في الجولة الأولى منها محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، وحسمت نتائج الجولة الثانية الفوز لصالح أبو شاقور ب96 مقابل94 لجبريل. أبو شاقور المحسوب على فرع جماعة الإخوان المسلمون في ليبيا"حزب العدالة والبناء" ولد في15 فبراير1951، في حي سوق الجمعة في مدينة طرابلس الليبية، وبدأ مسيرته التعليمية في مدينة غريان، وتخرج في جامعة طرابلس في عام1975، وأنتقل بعدها إلى الولاياتالمتحدة لتكملة دراسته في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ليحصل على درجة الماجستير في علوم الهندسة الكهربائية عام1977، والدكتوراه عام 1984، عين بعدها أستاذا زائر في جامعة روتشستر في نيورك، ثم كأستاذ مساعد في جامعة الاباما، وساهم في تطوير برامج الهندسة البصرية في عدد من الجامعات الأمريكية، وأنجز حوالي 140 بحث حول تطبيقات الليزر في مجال البصريات، وسجلت باسمه عدد من براءات الاختراع حول أبحاثه في هذا المجال والتي أهلته لأن يعمل في مشاريع لهيئات علمية مدنية وعسكرية في الولاياتالمتحدة، مثل وكالة ناسا، والبحرية الأمريكية، والقوات الجوية الأمريكية، بالإضافة إلى عمله كمستشار لوزارة الدفاع الأمريكية لعدد من مشاريع الصواريخ، بالإضافة لعمله وشراكته في عدد من شركات التكنولوجيا البصرية في الولاياتالمتحدة وامتلاكه شركة أخرى في ماليزيا في نفس المجال. وبدأ أبو شاقور نشاطه السياسي منذ أن كان طالبا في الجامعة، ونظم وآخرون نواة حركة معارضة للنظام الليبي في الولاياتالمتحدة، مثل رئيس الوزراء السابق عبد الرحيم الكيب، وكانت أخر زيارة له إلى ليبيا في عام 1980، وبعدها بدأ في حملة إشهار معارضته للقذافي بشكل علني، فحاضر في عدة جامعات أمريكية، وشكل ما يعرف ب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وهو مما أدى إلى وضعه على رأس قوائم المطلوبين لدى نظام القذافي وذلك في عام1981، وفي عام 1984 ساهم من خلال الجبهة الوطنية في محاولة الإطاحة بالقذافي التي باءت بالفشل، ولمشاركة أبو شاقور فيها تعرضت أسرته في ليبيا لكثر من المضايقات. ومع اندلاع الثورة الليبية عاد أسم أبو شاقور للظهور بقوة مرة ثانية، وأنضم إلى المجلس الوطني الانتقالي، وعين بعد الإطاحة بالقذافي نائبا لرئيس الوزراء في22 نوفمبر2011. ويأخذ بعض الليبيين على أبو شاقور أنه يحمل الجنسية الأمريكية، والتي حصل عليها بموجب بقائه في الولاياتالمتحدة لأكثر من 30 عام، وخاصة بعد إسقاط نظام القذافي الجنسية عنه، وأن لم يتخل عن جنسيته الأمريكية بعد الإطاحة بنظام القذافي. ويأتي فوز أبو شاقور في ظل تحديات داخلية وخارجية في ليبيا، أخرها كانت أزمة اقتحام سفارة الولاياتالمتحدة، وقتل السفير الأمريكي وأعضاء البعثة الدبلوماسية، وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تحرك جزء من قواتها المتمركزة في المتوسط نحو السواحل الليبية واحتمال بقاء عناصر من البحرية الأمريكية في مقر السفارة الأمريكية في بني غازي. وبخلاف ذلك يوجد في انتظار أبو شاقور ملفات داخلية تتعلق بالوضع الاقتصادي والمعيشي في ليبيا، والسيطرة على سلاح الكتائب المسلحة، كذا إعادة تقسيم ورسم الحياة السياسية في لبيبا بعد انتخابه رئيسا للوزراء. Comment *