اتفق عدد من الفنانين التشكيلين على رفضهم لمنع الفنان التشكيلي الفلسطيني الشاب "محمد الديري" من العودة إلى قطاع غزة، بعد أن قام بمتابعة معرضه الفني ببيروت، بحجة عدم حصوله على تأشيرة لدخول مصر، رغم خروجه من القطاع بشكل رسمي عبر معبر رفح. فمن جانبه، رجح الناقد والفنان التشكيلي محمد كمال ل"البديل" أن السبب الرئيسي في تضييق الخناق على الفلسطينيين بشكل عام هو صندوق النقد الدولي، وشروطه، التي من ضمنها إغلاق المعابر الرسمية بشكل تام. وتابع كمال: إذا كان ثمن القرض الدولي أن نضع فلسطين في علبة فهذه جريمة ومرفوضة تماماً، ومصر لن يتم إذلالها ولا الشعب الفلسطيني بسبب قرض، فنحن مع تنظيم عملية الخروج والدخول عبر معابرنا وليس إغلاقها بالكامل في وجه الشعب الفلسطيني خاصةً عند مرور أشخاص ليسوا مجهولي الهوية. وأضاف "كمال" أن فكرة القرض مرفوضة فهناك العديد من البدائل التي تغنينا عن مثل هذه القروض، متسائلاً أين وعد مرسي بتدفق ال200 مليار داخل الاقتصاد المصري وإنعاشه، ولماذا يصر من حول "مرسي" على تقييد الشعب بأمور هو في غنى عنها، قائلاً إن فكر الجماعة من حوله يقع تحت وهم الخلافة، "مجموعة لا تقرأ التاريخ ولا تعيه، بل تكرر نفس أخطاء النظام السابق"، محذراً بقرب نهايتهم إذا استمروا على هذا المنوال. واستنكر "كمال" الخلل الذي أصاب جهاز المخابرات وعدم تفريقه بين مجرم مجهول وفنان محترم معلوم الهوية، فإن كان هناك خللاً عندما حدثت مجزرة سيناء فذلك لن يجعلنا ندين الشعب الفلسطيني ونأخذه بذنب المجرمين. مطالبا وزارتي الثقافة المصرية والفلسطينية مخاطبة الجهات المسئولة كجهاز المخابرات وقيادة حرس الحدود حتى يتمكن هذا الفنان من العودة مرة أخرى لوطنه. من جهته، رأى الفنان التشكيلي عادل السيوي أن تعنت السلطات المصرية ليس موجهًا بالضرورة ضد "الديري" كفنان، وإنما هي سبب غياب المعايير الواضحة لدخول وخروج الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي مسألة إجرائية يتعرض لها الفنان وغير الفنان. مطالبًا بتحديد قواعد واضحة "لحركة الفلسطينيين" يتساوى فيها الفنان مع الآخرين، ويكون المعاملة باعتبار أهل غزة مواطنين فلسطينيين. وشدد السيوي على أنه ضد كافة التعقيدات التي تعيق حركة الفلسطينيين، مشيرًا إلى ضرورة وجود الإجراءات الواضحة لتقليل عذاب الناس، فالارتجال هو القانون الوحيد المتحكم في عملية فتح المعابر وإغلاقها، وهو ما يسمح للطرق غير الشرعية بالتواجد والنمو، معربًا عن اندهاشه من السلطات المصرية التي تتصنع الدقة على ومنافذها الحدودية الرسمية، وباقي الحدود "مخرومة" من كل جانب، على حد قوله. يذكر أن "الديري" فنان فلسطيني له الكثير من الأعمال الفنية، ومن أشهرها جدارية باسم "الأزهر" تجمع وجهي الشهيدين "ياسر عرفات" و"أحمد ياسين" . بكوفية الأول وبلحية الثاني في رسالة لا تخطئها العين من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية. ولقد أختار أن يرسم جداريته على سور فرع جامعة الأزهر في غزة فاشتهرت باسمها "جدارية الأزهر". محمد كمال: شروط صندوق النقد الدولي أحد أسباب تضييق الخناق على الفلسطينيين عادل السيوي: السلطات المصرية التي تتصنع الدقة على ومنافذها الحدودية الرسمية، وباقي الحدود "مخرومة"