بدأ الشبان منذ ساعات الصباح الأولى بإضرام النيران في إطارات السيارات في عدة محافظات، واغلاق الطرق احتجاجا على استمرار ارتفاع الاسعار. وقامت مجموعات شبابية بتنظيف بعض الشوارع الرئيسية صباح اليوم لتمكين المواطنين من التنقل. وكانت التظاهرات الشعبية اشتدت بعد عصر امس الخميس في معظم محافظات الضفة الغربية وامتدت لمنتصف الليل، ضد الغلاء المعيشي. وفي مدينة بيت جالا وقرية الخضر، قام الشبان بإضرام النار في اطارات السيارات وفي حاويات القمامة وقاموا بردم مفارق الشوارع بالحجارة وتجمعوا في الشوارع ونادوا بشعارات تطالب بوقف ارتفاع الغلاء للمواد الغذائية والمحروقات وغيرها. وقام المتظاهرون بالجلوس على ارض الشوارع واغلقوها ومنعوا كافة الحافلات من المرور وامتدت التظاهرات لبعد منتصف ليلة امس الخميس، وامتدت سحابات الدخان لمساحات واسعة ومنها ما استمر حتى ساعات صباح اليوم الجمعة. وقال عدد من المتظاهرين:" سعر الخبز ارتفع، والدخان ارتفع، والمحروقات ارتفعت، وكافة متطلبات الحياة ارتفعت، والرواتب في علم المجهول، فأين نذهب، ومن حقنا التظاهر والمطالبة بحقوقنا"، ونادوا بشعارات منها "يا للعار ويا للعار سعر الخبز صار بالدولار"، و"الشعب يريد اسقاط النظام". وفي الخليل، تجمع مساء أمس الخميس، على دوار ابن رشد وسط المدينة، وبدعوة من شباب ضد الغلاء المئات من المحتجين على موجة غلاء الاسعار الاخيرة مرددين شعارات تطالب برحيل فياض و انهاء الازمة التي تعصر الموطن و تضعف صموده امام التحديات. وأكد منظمو هذا الحراك أن فعالياتهم السلمية لن تنفض الا بعد تلبية مطالبهم التي أصدروها في بيانهم الاخير والمتلخصة في رحيل سياسة الحكومة الاقتصادية، وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادية. وقد تخلل التظاهرة كلمات و أغاني بطابع خليلي تعبر عن نضج في الرسائل السياسية و الاجتماعية التي وجهوها وتنذر بأن ما يحدث في الخليل ليس حالة ستمر وتنتهي، فقد أعلن المحتجين عن توحيد و تحالف لأكثر من فعالية وطنية وحملة تدعو لانهاء الغلاء. ودعا المنظمون المواطنين للمشاركة في المسيرة القادمة والتي يتوقع أن يشارك فيها 100 ألف، والتي ستنطلق نهاية الأسبوع القادم. وأكد شباب ضد الغلاء، في بيان لهم على:" حقنا كشعب فلسطيني يناضل منذ عشرات السنين على العيش بكرامة وهامة مرفوعة تستطيع الوقوف ضد الاحتلال وغطرسته. وطالبوا باقالة رئيس الحكومة سلام فياض، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتحديد الحد الادنى للأجور في القطاعين العام والخاص وربطها بجدول غلاء المعيشة وتحديد الحد الاعلى للأجور والامتيازات في القطاع العام، ودعم السلع الاساسية والمحروقات، اضافة لانشاء صندوق تأمين وطني يضمن معيشة كريمة لكبار السن والعاطلين عن العمل، والغاء العمل بقانون الضرائب الجديد وتخفيض ضريبة القيمة المضافة، كما طالبوا في بيانهم، تخفيض تعرفة الكهرباء وإلغاء الرفع الاخير، والتوزيع العادل للموارد بين المحافظات خاصة المياه. وقال بيان شباب ضد الغلاء:"ان هبتنا هذه ليست ضد جهة او شخصية محددة ولكنها ضد سياسة التهجير والتجويع التي يرفضها كل مواطن فلسطيني غيور على القدس وفلسطين وحريص على الحقوق الفلسطينية. ونؤكد ان هذا الحراك شعبي بامتياز يشمل الجميع ونحذر المتسلقين من محاولة استثمار نضال الجماهير. ونؤكد ان حراكنا يهدف الى تقوية السلطة الوطنية لتكون نواة حقيقية للدولة الفلسطينية وتنظيفها من الفساد لمواجهة تحديات الاحتلال". ودعا شباب ضد الغلاء، الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية دون استثناء والنقابات والمؤسسات وأعضاء المجلس التشريعي لتحمل مسؤولياتها اتجاه الشعب "فلا يعقل ان يترك في مثل هذه الظروف ولا نسمع سوى بيانات الشجب والوعود والتبرير". Comment *