فى مقابلة مع صحيفة "اندبندنت" البريطانية تم نشرها اليوم الثلاثاء , أتهم وليد المعلم , وزير خارجية سوريا , أمريكا بانها كانت وراء العنف في سوريا , وانها هى اللاعب الرئيسى فى محاربة نظام الرئيس بشار الاسد فى سوريا والأخرين مجرد أدوات . وأضاف " أنا أقول للأوروبيين : أنا لا أفهم شعاركم عن رفاهية الشعب السوري فى حين انكم تدعمون 17 قرارا ضد رفاهية الشعب السوري . وأقول للأمريكيين : يجب أن تقرأوا جيدا ماذا فعلتم في أفغانستان والصومال , وأنا لا أفهم شعاركم لمكافحة الإرهاب الدولي فى حين انكم تدعمون هذا الإرهاب في " سوريا " . وبسؤاله حول شعوره تجاه المعارك الدامية الدائرة بين المتمردين والقوات الحكومية , والتى تصل أصدائها الى مكتبه , أجاب وزير الخارجية السورى " قبل كونى وزيرا ، فأنا مواطن سورى ، وأنا أشعر بالحزن لرؤية ما يحدث في سوريا ، مقارنة بسوريا منذ عامين " ، وأضاف أنه " هناك العديد من السوريين مثلي - يتوقون لرؤية سوريا تعود إلى الأيام الماضية عندما كنا فخورين بأمننا ." وزعم المعلم أن حوالى 60 % من العنف في البلاد يأتي من الخارج ، من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية , ولكن الولاياتالمتحدة هى اللاعب الاساسى وتمارس نفوذها على الجميع . وحول ما يثار من احتمالية حدوث تدخل عسكرى من قبل المجتمع الدولى , قال المعلم انه " عندما يقول الامريكيون : نحن نزود المعارضة بمعدات اتصالات متطورة ، أليس هذا جزءا من الجهد العسكري ، بالاضافة الى انهم يقومون بتزويد المعارضة ب 25 مليون دولار -- وأكثر من ذلك بكثير من الخليج والمملكة العربية السعودية " . وعن موقف سوريا من الدعم القطرى الحالى للمعارضة أوضح المعلم , فى المقابلة التى أجراها روبرت فيسك , أنه يتعجب من موقف أمير قطر الان , قائلا أن " أمير قطر نفسه قبل عامين فقط كان يشيد بالأسد ، وكان يعتبره صديقا عزيزا . وهو والرئيس الاسد كان لديهم عادة علاقات عائلية ، ويقضون عطلات عائلية في دمشق ، وأحيانا في الدوحة . لذلك هناك سؤال مهم : ماذا حدث ؟ انا التقيت أمير قطر في الدوحة فى نوفمبر 2011 ، عندما بدأت الجامعة العربية مبادرتها [ التى أدت إلى إرسال مراقبين من جامعة الدول الى سوريا ] ونحن كنا قد توصلنا إلى اتفاق ... حيث أمير قطر قال لي : " إذا كنت موافق على هذه المبادرة ، أنا سوف أغير موقف قناة الجزيرة وسوف أقول للشيخ القرضاوي أن يدعم سوريا والمصالحة ، وسوف أقدم بعض المليارات من الدولارات لإعادة بناء سوريا " . وعن الدور الامريكى ، قال الوزير السورى " نحن نعتقد أن الولاياتالمتحدة هي اللاعب الرئيسي ضد سوريا والباقي أدوات " . واعتبر أن الأمريكيين يستخدمون سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط , وأشار الى دراسة نشرها معهد بروكينجز الأمريكي للابحاث تقول للامريكيين أنه " في حال أردتم احتواء إيران ، عليكم أولا البدء بدمشق " . وأستكمل المعلم انه بلا شك الأمريكيون نجحوا في تخويف دول الخليج حول قدرات إيران النووية ليقنعوهم بشراء الأسلحة من الولاياتالمتحدة . وأضاف " لقد قيل لنا من قبل مبعوثين غربيين في بداية هذه الأزمة أن العلاقات بين سوريا وايران وسوريا وحزب الله وسوريا وحماس هي العناصر الرئيسية وراء هذه الأزمة . واننا أذا قمنا بتسوية هذه المسألة ، فإن أمريكا ستساعد فى أنهاء الأزمة " وتابع " لكن لم يقل أحد لنا لماذا يمنع على سوريا أقامة علاقات مع ايران فى حين أن معظم -- إن لم يكن -- جميع دول الخليج لديها علاقات مهمة جدا مع ايران . " وحول رؤيته للوضع الجارى فى سوريا , أعتبر وزير الخارجية السوري أن الأزمة بدأت " بمطالب مشروعة " من اجل تشريعات واصلاحات وحتى وضع دستور جديد . ثم جاءت " عناصر أجنبية " استخدمت هذه المطالب المشروعة " لخطف الاجندة السلمية للشعب . وقال " أنا لا أقبل كمواطن العودة الى قرون الى نظام يمكن أن يجلب سوريا إلى الوراء . من حيث المبدأ ... لا توجد حكومة في العالم يمكن أن تقبل بأن – على حد وصفه -- مجموعات أرهابية مسلحة ، بعضها يأتي من الخارج ، تسيطر على الشوارع والقرى باسم ' الجهاد ' " . وأضاف انه لذلك كان واجب الحكومة السورية هو حماية مواطنيها . فالأسد يمثل وحدة سوريا وجميع السوريين جميعا يجب أن يشاركوا في خلق مستقبل جديد لسوريا , مشيرا الى أنه اذا سقطت سوريا ، فإن البلدان جيرانها سيسقطوا . وردا على سؤال بشأن المخاوف من امكانية استخدام النظام السورى لاسلحة كيميائية ، قال المعلم بطبيعة الحال انه اذا كانت سوريا لديها مثل هذه الأسلحة ، فانها لن تستخدمها ابدا ضد شعبها , مؤكدا أن " مسؤوليتنا هي حماية شعبنا " . وبسؤاله عن ميليشيات الشبيحة الموالية للنظام المتهمة بارتكاب فظائع في المناطق الريفية , نفى المعلم تماما أن يكون هناك ميليشيات يتم الدفع بها من قبل النظام , مشيرا الى انه ربما يكون هناك شعب أعزل محلي يدافع عن ممتلكاته من الجماعات المسلحة . وزير الخارجية السوري : أمريكا تكافح الإرهاب في العالم وتدعمه في سوريا وليد المعلم : أمير قطر نفسه قبل عامين فقط كان يشيد بالأسد ، وكان يعتبره صديقا عزيزا فماذا حدث ؟