نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" يوم أمس، الجمعة، مقالا تحت عنوان "روسيا يمكن أن تتخلى عن الدفاع العسكري عن مركزها في سورية". وجاء في المقال أن موسكو أوقفت مؤقتا استخدام مركزها للتأمين المادي والتقني والإمداد في طرطوس السورية، لكنها لن تتخلى كليا عن استخدامه مستقبلا. وبحسب الصحيفة, أعادت موسكو رسم المبادئ الأساسية للتعامل مع دمشق في المجال العسكري تفيد بأنها ستدعم نظام الأسد على المستوى السياسي وفي المجالين الإعلامي والإنساني، ولا تخطط لتوريد أية دفعات كبيرة من الأسلحة. جاء ذلك على لسان مصادر في الدوائر العسكرية الدبلوماسية، شاركت في المحادثات الأخيرة التي جرت في موسكو الأسبوع الجاري مع الوفد السوري. ويرى سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن هناك فرصا للتوصل إلى ما يسميه "وفاق وطني" في سوريا. وقامت روسيا بسحب مجموعتها البحرية العسكرية من البحر المتوسط مغيرة بذلك الفكرة الأولية لمناورات "القوقاز – 2012". قضت بأن تدخل سفن الإنزال الكبيرة للأسطول الشمالي "ألكسندر أوستراكوفسكي" والقديس جاورجيوس" و"كوندوبوجا" الى البحر الأسود وتزور في 11 – 12 أغسطس ميناء نوفوروسيسك الروسي ثم تنضم إلى المناورات. وكان بوسع السفن الحربية الاستمرار في أداء خفارات قتالية في البحر المتوسط بعد استكمال احتياطياتها. لكن الخطط تغيرت. في الوقت الذي احتشدت فيه بالقرب من الساحل السوري مجموعات للسفن الحربية التابعة للناتو. وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إنه من المستحيل الحفاظ على المنشأة العسكرية في طرطوس بطريقة عسكرية، لأننا لا نستطيع المواجهة العسكرية مع البلدان التي تدعم المعارضة السورية. ونفى المصدر أيضا المعلومات التي ترددت في وسائل الإعلام، والتي تزعم إجلاء أفراد مركز التأمين المادي والإمداد في طرطوس لتفاقم الوضع في غرب سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية إن موسكو تدعم دمشق في المجال الاستخباراتي وباستخدام طرق عسكرية دبلوماسية. ويمكنها ان تقوم بإجلاء أفرادها من طرطوس حال تدهور الوضع بواسطة طائرات النقل العسكري. أما فيما يتعلق بالمواطنين المدنيين فمن المخطط تفعيل طائرات النقل العسكري ووزارة الطوارئ، علما أن شركة "إيرفلوت" للخطوط الجوية الروسية أوقفت رحلاتها الجوية إلى سوريا. وبحسب المعلومات الواردة من وزارة الدفاع فإن النقل الجوي مع سورية ينفذ حاليا بشكل أساسي بواسطة طائرات سلاح الجو الروسي. وصرح إيجور كوروتشينكو مدير مركز الدراسات الخاصة بتجارة الأسلحة لصحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" أن "روسيا لا تتدخل في الوضع بسوريا، وإنها تعارض أية سيناريوهات عسكرية يتم وضعها في الغرب ضد هذا البلد، لذلك فإن مصير منشآتها العسكرية سيتوقف على إحلال السلام هناك. فيما يرى الخبير العسكري اللواء يوري نيتكايف بدوره أن روسيا ليست لديها خطة واضحة رامية إلى الذود عن مصالحها الجيوسياسية في الشرق الوسط. ويقول: "يبدو أن الوضع صار يتطور من تلقاء نفسه. وكان على موسكو أن تقدم مساعدة أكثر فاعلية لنظام الأسد، بما في ذلك في المجال العسكري التقني، علما أنها ستفقد مع سقوط الأسد الحليف والشريك الوحيد لها في المنطقة". خبير عسكري روسي: كان على موسكو أن تقدم مساعدة أكثر فاعلية لنظام الأسد لأنها ستفقد الحليف الوحيد لها في المنطقة بسقوطه