في تحليل لمجلة التايم الأمريكية للوضاع بين إسرائيل وإيران اليوم، يسأل التقرير هل ستقوم إسرائيل حقاً بشن هجمة على إيران؟ وأعقبت الجريدة أنه للرد على مثل هذا التساؤل فالإجابة تعتمد على من موجه إليه السؤال.وتقول أن المحللين في الولاات المتحدة وفي اسرائيل يقدمون أراء متضاربة بحدة حول مدى الجدية في اتخاذ الجولة الأخيرة من المناوشات واستعراض القوة اللإسائيلية. ولكن بعض التقارير الحديثة من إسرائيل تقترح أن الإجابة على ما إذا كان القادة الإسرائيليين على استعاد لتنفيذ تهديداتهم بعمل عسكري من جانب واحد يعتمد على الخطوات الجديدة التي يمكن أن تقدمها الإدارة الأمريكية لإسرائيل كحافر لضبط النفس. وتضيف المجلة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد شهدت نوبة من التكهنات حول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على وشك إعطاء الأوامر بتفجير المنشآت النووية الإيرانية، على الرغم من اعتراضات الإدارة الأمريكية وكذلك المؤسسات الأمنية الإسرائيلية. وتشير إلى أن بعض النقاد الإسرائيليين يصرون على أن تلك اللحظة المصيرية حيث تجازف إسرائيل بإشعال حرب إقليمية لإيقاف النووي الإيراني هي في متناول اليد؛ بينما يرى آخرون أن أن الثرثرة العدوانية هدفها التأثير على السلوك الأمريكي والضغط على الحكومات الغربية لزيادة الضغط على إيران. الانقسام بين النقاد الإسرائيليين حول النوايا التي يظهرها كل من بارك ونتنياهو وصل صداها إلى المحللين في الولاياتالمتحدة، وقد أوردت المجلة ما قاله كولين كال مسئول الدفاع السابق بإدارة أوباما أنه يجب أن تأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، لأن تلك التهديدات في باطنها حملة تهيئة للرأي العام الإسرائيلي بالدخول في حرب.ويعتقد كال الغرض من تلك التهديدات ليس جولة أخرى للضغط على أمريكا لاتخاذ إجراءات صارمة على إيران لأنه وكما يقول كال أن العقوبات على إيران قد وصلت حدها الأقصى. وتضيف المجلة أن مسؤل الأمن القومي السابق المتخصص في الشأن الإيراني له رأي مختلف، حيث يرى أن الموجة الأخيرة هي استمرار للتهديدات الاسرائيلية بشن هجمة عسكرية على إيران هو من أجل صياغة تعامل المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة النووية الإيرانية. وتقول المجلة أن الولاياتالمتحدة لازالت تعمل طول هذا الأسبوع بمنتهى الجدية على تهدئة حمى الحرب. وبعد أن طلب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني يالعون أن تعلن الولاياتالمتحدة فشل الدبلوماسية مع إيران، السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض "جاي كامي" قال" نحن مستمرون في تصديق أن هناك زماناً ومكاناً مناسباً للدبلوماسية، والفرصة لازالت مناسبة أمام إيران للاستفادة من تلك العملية". وقد أضافت قول وزير الدفاع ليون بانيتا بأن الولاياتالمتحدة تعتقد أن إسرائيل لم تأخذ قراراً أخيراً حتى الآن حول الهجوم على إيران. وتعقب المجلة أن موقف واشنطن الواضح يظل عاملاً حاسماً. وتضيف أن استطلاعات الرأي قد وجدت أن الأغلبية من الشعب الإسرائلي ضد أن تبدأ إسرائيل الحرب على إيران دون مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد اعترفت إسرائيل أن قدرتها على إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي الإيراني أقل بكثير دون مساعدة الولاياتالمتحدة. وقد أوضح الإسرائيليين تفضيلهم لاستخدام الولاياتالمتحدة مواردها العسكرية الهائلة لإيقاف إيران. وقد أضافت المجلة أنه قد ورد بجريدة معاريف الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي أن القادة الإسرائيليين قد أشاروا لواشنطن أنه إذا كان أوباما في أواخر سبتمبر ينوي القيام بالتزام جمهوري تجاه مهاجمة إيران إذا فشلت الوسائل الأخرى في منعها من حيازة السلاح النووي. وأضافت أنه في يوم الأربعاء بجريدة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية كان رون بن يشاعي أحد الكتاب المعروفين قد ذكر على لسان مصدر إسرائيلي رفيع المستوى دون ذكر اسمه أن "إسرائيل تستبعد هجوماً من جانب واحد دون أن تشدد الولاياتالمتحدة على موقفها من إيران" وأضاف على لسان المسؤول الإسرائيلي " المشكلة أن الإيرانيين لم يتم التعرف على قرارهم على الجانب الأمريكي، والنظام الإيراني متأكداً من أن عام 2011 سيمر بسلام، فهم يفترضون أن الولاياتالمتحدة لن تشارك في الهجوم خوفاً من ارتفاع أسعار النفط وأيضاً بسبب الانتخابات الرئاسية"ويضيف المسؤول أن " إيران لا تصدق أنه يممكنا الهجوم دون الضوء الأخضر من الجانب الأمريكي، ولذلك فمن مصلحة الأمريكيين إقناع إيران بأن الولاياتالمتحدة قد تهاجم وليس إقناعنا نحن بأن لا نهاجم إيران". والمنطقي أن إسرائيل سوف تلتزم بضبط النفس في حالة إلعان أوباما إلتزامه بالتدخل العسكري لوقف السلاح النووي الإيراني. وذكرالتقرير أيضاً ما كتبه الوزير السابق لحزب الليكود داني نافيه بجريدة معاريف الإسرائيلية ان " على واشنطن أن توقع اتفاقية دفاع مع الالتزام بخطة هجوم على إيران متضمناً جدو زمني" وأضاف، أو" تزويد الجانب الإسرائيلي بالأسلحة التي تلزمها لتدمير المنشآت الإيرانية".وتضيف المجلة نقلاً عن قناة إسرائيلية أنه من المتوقع أن يعقد إجتماع الشهر القادم بين نتنياهو وأوباما حيث سيؤكد فيه الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الولاياتالمتحدة ستستخدم القوة لوقف إيران. تعقب المجلة أن المحير بطبيعة الحال أن الرئيس الأمريكي كان قد تعهد علنا العام الماضي بالقيام بعمليات عسكرية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي هو خط أحمر مختلفاً عن إصرار الاسرائيليين بأنه يجب على إيران إنكار قدرتها على بناء سلاح نووي. بالطبع إيران لديها القدرة والتقنيات على بناء هذا السلاح، وذلك وفقاً للتقديرات والإحصاءات الأمريكية، ولكنها حتى الآن لم تتخذ الخطوات للشروع في عملية البناء تلك أو حتى أخذت قرار في ذلك. ووفقاً للإحصاءات الأمريكية فإن إيران قد تأخذ عامين لبناء قنبلة نووية في حالة بدءها الآن. ويقول التقرير أنه حتى الان لايوجد أي إشارة من البيت الأبيض يضفي مصداقية على أي من هذه التقارير الإسرائيلية. ولكن الإسرائيليين من الواضح أنهم يأملون بأن هذه التهديدات بالعمليات العسكرية سوف ينتج عنها رد من واشنطن التي من شأنها تشديد موقف الولاياتالمتحدة.وعلى الرغم من تعثر المفاوضات مع إيران والألام التي تعصف بالمجتمع الإيراني بسبب العقوبات التي تدفع طهران للاستسلام، فإن إدارة أوباما تأمل أن تجد ظروفاً مناسبة لتسوية الأزمة النووية بمجرد انقضاء الضغوط على حملته الانتخابية. التقرير: الثرثرة العدوانية حول الهجوم هدفه التأثير على السلوك الأمريكي والضغط على الحكومات الغربية لزيادة الضغط على إيران محللون: يجب التعامل مع التهديدات اللإسرائيلية بمحمل الجد.. وآخرون : أمريكا تعمل على تفادي اختيار الحرب