كتب عنان مقالا نشرته فايننشال تايمز اليوم بعد يوم وحيد من تركه لمنصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا جاء فيه"أن مدينة حلب تحت الحصار، واحتمال مقتل آلاف الأرواح من المدنيين في سوريا مرتفع جداً، وأدانت الأممالمتحدة انجرار البلاد بشكل متزايد نحو الحرب الأهلية لكن القتال استمر دون وجود أي مؤشر للفرج بالنسبة للسوريين، ودخلت العناصر الجهادية في الصراع، كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن أمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وبدا المجتمع الدولي عاجزاً وبشكل لافت في محاولاته للتأثير في مجرى الأحداث الوحشية وأن إن الوسائل العسكرية وحدها لن تحل الأزمة، وكذلك أي أجندة سياسية ليست شاملة وواسعة، لأن توزيع القوة والانقسامات في المجتمع السوري كبيرة وبشكل يجعل الحل الوحيد لإنهاء حكم قمعي من الماضي وتجنب الانزلاق إلى حرب طائفية انتقامية في المستقبل هو التحول السياسي عن طريق التفاوض بصورة جدية كما ا يمكن حله إلا من خلال مجتمع دولي متحد يجبر طرفي النزاع على الانخراط في عملية انتقالية سياسية سلمية. اعترف بأن العملية السياسية صعبة إن لم تكن مستحيلة لأن جميع الأطراف داخل سوريا وخارجها تنتظر الفرصة لتحقيق مصالحها الضيقة بالوسائل العسكرية، كما أن الانقسام الدولي يعني دعم الأجندات التوكيلية وتأجيج المنافسة العنيفة على الأرض، هناك مصالح مشتركة واضحة بين القوى الإقليمية والدولية في الاتفاق على مرحلة انتقالية سياسية في سوريا لأن الحريق يهدد بحدوث انفجار في المنطقة يمكن أن يؤثر على بقية العالم ويملي على القادة تقديم تنازلات للتغلب على إغراء المنافسات الوطنية المدمرة، كما أن العمل المشترك يتطلب جهوداً ثنائية وجماعية من قبل جميع البلدان التي تملك تأثيراً على الجهات الفاعلة على أرض الواقع في سوريا للضغط عليها من أجل التوصل إلى حل سياسي، من الواضح أن الرئيس بشار الأسد يجب أن يترك منصبه، ويتمحور التركيز على اتخاذ تدابير وبناء هياكل لتأمين حل سلمي طويل الأجل يمر بمرحلة انتقالية لتجنب حدوث انهيار فوضوي وأدعو المجتمع الدولي إلى أن يتحمل نصيبه من المسؤلية" وكان عنان قد ألقى بالكرة في ملعب روسيا والصين وإيران وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وقطر والسعودية وتركيا مشيرا لضرورة أن تضغط أطراف كروسيا والصين وإيران على النظام السوري أن يتقبل النظام الحل السياسي فيما تعمل باقي الدول على اقناع الجيش السوري الحر هو الآخر على قبول الحل السياسي وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية قد أعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن مُنع من تقديم الأدوات الرئيسية لدفع جهود المبعوث كوفي عنان، مشيدة في الوقت ذاته بعمل وأعلنت عن إلتزام بلادها واستمرارها في الوقوف مع سوريا لتحقيق انتقال سياسي فعال وسريع كما كان مطروحاً بموجب خطة عنان لإنهاء قتل المدنيين ورسم طريق باتجاه انتقال سياسي سلمي وقيام سورية ممثلة للجميع بعد الأسد بينما أصدرت الخارجية الروسية بيانا تعرب فيه عن أسفها لقرار كوفي عنان بتقديم إستقالته وجاء في " مع الاسف ان المعارضة السورية رفضت كافة المقترحات بشأن المباشرة بالحوار السياسي. ان شركائنا الغربيين وبعض الدول في المنطقة التي كان بامكانها التأثير على المعارضة، لم تفعل أي شيئ من اجل ذلك. واكثر من هذا انه بالضد من قرارات مجلس الامن الدولي ومؤتمر جنيف كانت خلال هذه الفترة مستمرة في تقديم الدعم والمساندة السياسية والمعنوية والتقنية والمالية لمجموعات المعارضة السورية، وبذلك كانت عمليا تشجع قوى المعارضة على الرفض ، في موسكو تلقينا باسف عميق قرار كوفي عنان المندوب الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية تقديم استقالته في نهاية شهر اغسطس عندما تنتهي مدة تفويضه، إن ما يؤكد دعمنا لجهوده الدبلوماسية، قيامه بزيارتين الى موسكو ولقاءه القيادة الروسية على اعلى المستويات. لقد اجرينا عملا مكثفا مع الحكومة السورية ومع المعارضة، من اجل دفعهما الى التعاون التام مع مهمة عنان وتنفيذ خطة السلام التي اقترحها. وبمبادرة منا اقر مجلس الامن الدولي البنود الاساسية لخطة كوفي عنان وقرر تشكيل بعثة مراقبي الاممالمتحدة الى سوريا، لقد لعبت روسيا دورا مبادرا في دعوة كوفي عنان عقد اجتماع وزاري ل مجموعة العمل حول سورية يوم 30 يونيو في جنيف، والذي وافق جميع اللاعبين الخارجيين الاساسيين على قراراته، والتي كان يتعين عليها ان تصبح علامة متميزة في ضمان التسوية السياسية – الدبلوماسية للازمة السورية. ان التزامنا التام بقرارات جنيف فرض علينا الاستمرار في العمل مع الاطراف السورية من اجل تنفيذها بالكامل ، وإنه يجب البحث عن مرشح جدير بديلا لكوفي عنان" كلينتون تشيد بعمل عنان وتأسف لعدم قدرة الأممالمتحدة على اتخاذ قرارات الخارجية الروسية تأسف لقرار عنان وتدين المعارضة السورية وتتهمها بتعطيل عمله