عنان: الازمة السورية على مفترق طرق.. انها لحظة تحول وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية لتسوية الازمة السورية بأن "موسكو ستعمل كل شيء من اجل مساندة جهوده". وقال بوتين، خلال لقائه كوفي عنان، "اريد ان أعدكم بأننا سنعمل كل شيئ من اجل مساندة جهودكم". وكانت روسيا أعلنت في عدة مناسبات أنها تدعم خطة عنان ذات الست نقاط، ولكن ذلك دون تحديد إطار زمني لها أو فرضها عبر قرار من المجلس الأمن تحت البند السابع أو اعتماد العقوبات كوسيلة ضغط. وتنص خطة عنان لوقف العنف، والتي وافقت عليها السلطات السورية والمعارضة, وحظيت بدعم دولي، على سحب الوحدات العسكرية من التجمعات السكنية, وإيصال مساعدات إنسانية إلى المتضررين وبدء حوار, والإفراج عن المعتقلين, والسماح للإعلاميين بالإطلاع على الأوضاع في سوريا. وأشار بوتين الى انه يأسف "لاستئناف علاقاته بعنان في ظروف المأساة السورية"، قائلا "منذ البداية ومنذ الخطوة الاولى ساندنا ونساند جميع الجهود الرامية الى اعادة السلام"، لافتا إلى أن عنان شخص معروف "كانسان صادق ومهني، ويحظى باحترام وشعبية عالية". ومن جانبه، وصف كوفي عنان الأوضاع الحالية في سورية بأنها "تمر في نقطة تحول حاسمة، وان الازمة السورية على مفترق طرق، انها لحظة تحول". وعبر عنان عن حزنه لأنه عاد الى موسكو "لأسباب مأساوية" وهي الأوضاع السورية، قائلا "آمل ان اعود الى موسكو عندما لن اكون محملا بمثل هذه المسؤولية الثقيلة". من جانبه اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعنان عن الامل بأن يتمكن اعضاء مجلس الامن الدولي من الاتفاق بشأن قرار حول سورية. ويعتزم أعضاء مجلس الأمن الدولي, يوم غد الأربعاء, التصويت على مشروع قرار غربي يهدد السلطات السورية بفرض عقوبات عليها في حال لم توقف ما اسمته استخدام الأسلحة الثقيلة في البلدات, بالرغم من إعلان روسيا أنها ستعرقل هذه الخطوة. وقال لافروف، للصحفيين في اعقاب لقاء عنان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو ان "روسيا على استعداد للعمل على هذا الاتجاه، فقد توصلنا الى حل وسط في جنيف يوم 30 حزيران، وأنا لا ارى ما يحول دون ان نتمكن من الاتفاق بناءا على الاساس ذاته في مجلس الامن الدولي". وكانت "مجموعة العمل الدولية حول سوريا" التي اجتمعت في جنيف، لفتت إلى ضرورة تطبيق كل الأطراف في سوريا خطة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان، وأكدت التزام العمل العاجل لإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسية بقيادة سورية تتضمّن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية. من جانبه، قال عنان "نحن ناقشنا المشاورات الجارية حاليا في مجلس الامن حول سورية، ونأمل بان يجد اعضاء المجلس صيغا مقبولة بالنسبة الى الجميع". ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية, حيث تطالب مجموعة من المنظمات والدول على رأسها الجامعة العربية والإتحاد الأوروبي إضافة إلى أميركا بتشديد العقوبات على السلطات السورية لوقف "العنف"، في حين ترى مجموعة أخرى على رأسها الصين وروسيا أن ما يحدث في سورية شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني، رافضة أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري. ووصف المبعوث الدولي المباحثات التي أجراها في موسكو بأنها "لقاء جيد جدا"، قائلا ان الحديث خلال المباحثات دار حول "الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل وضع حد للقتل والعنف لكي يكون من الممكن تحقيق تسوية سلمية". وأضاف عنان "يجب ان نفعل ما بوسعنا لوقف العنف، وآمل بأن يبعث مجلس الامن الدولي بإشارة واضحة مفادها ان ما يجري في سورية غير مقبول". هذا وكان كوفي عنان قد وصل الى موسكو يوم الاثنين لمناقشة الملف السوري مع القيادة الروسية. وتتهم السلطات السورية جماعات مسلحة وممولة من الخارج بتنفيذ اعتداءات بحق المواطنين, فضلا عن عمليات تخريبية , هدفها زعزعة امن واستقرار الوطن, في حين تتهم المعارضة السورية ومنظمات حقوقية السلطات بارتكاب عمليات "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد. وتشهد عدة مدن سورية منذ نحو 16 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط ألاف الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين داخل وخارج البلاد. المصدر: سيريانيوز.