ذكرت وكالة "بلومبيرج" أن التقارير الاستخباراتية من المنطقة الأفريقية، الصادرة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها، تستشهد على زيادة التعاون بين الجماعات الإسلامية المتطرفة من الإمدادات اللازمة بالأسلحة التي تصل للقاعدة من تلك التي نهبت في ليبيا، وتجنيد الجماعات "الإرهابية" للسكان المحليين، مثل تنظيم القاعدة في المغرب وبوكو حرام في نيجريا. ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين عن ملف مكافحة الإرهاب أن أمريكا أصبحت تركز بشكل متزايد على مناطق واسعة في شمال القرن الإفريقي من الصومال مروروا بتشاد والنيجر ومالي وموريتانيا وجنوبا في نيجريا وقال مايك روجر ميتشيجان النائب الجمهوري رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس ل"بلومبيرج" أن "هذه القضية أصبحت تثير القلق على مستوى عالي جدا" وأضاف في مقابلة مع الوكالة عبر الهاتف "لقد رأينا هذه الجماعات تحسن من تنظيمها وقدراتها، ثم تكون قادرة على تفعيل قدراتها، هذا هو توجهها الجديد" وكرست اجتماعات البيت الأبيض الأخيرة على مكافحة الإرهاب بشكل كامل تقريبا في شمال إفريقيا، وحماية إنتاج النفط في نيجريا وبرامج التطوير باللغات المحلية، وتأتي الإيبو في قمة القائمة، وفقا للمسؤولين الأمريكيين الثلاثة. وقال جوني إيزاكسون الجمهوري البارز في فرع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أن " إفريقيا ربما تكون القارة الأكثر أهمية في القرن الواحد والعشرين للكثير من الأسباب، وأحدها أنها تساعدنا في منع الإرهاب من جذوره في القارة" وأشار روجر في المكالمة الهاتفية ذاتها للوكالة، إلى أن الإرهابيين يستغلون الجوع والفقر الذي تعج بهم مناطق كثيرة في القارة الإفريقية. وعرضت "بلومبيرج" لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي الصادر أمس حول الإرهاب العالمي، وذكر فيه أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأشارت أنه تاريخيا يعتبر أضعف المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة، و أن القوة المالية مع الجهود التي تبذلها تلك المجموعات لاستغلال عدم الاستقرار في ليبيا ومالي "أثار القلق حول مسار هذه الجماعة" وفي إطار تصدي أمريكا لهذا الخطر، قال المسؤولون الأمريكيون أن إدارة أوباما تعمل بشكل مستقل وبالتعاون مع فرنسا وحلفائها الأوروبيين، وتكثيف الدعم العسكري والاستخباراتي، ودعم الأنظمة الأفريقية التي تهددها الجماعات المتطرفة. وقالت الوكالة أن أمريكا تريد المساعدة في القضاء على الجماعات الإرهابية بشكل هاديء، وبدون بصمة عسكرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى رد فعل شعبي على وزارة الدفاع الأمريكية التي تواجه تخفيضات في ميزانيتها خاصة أن أمريكا تسحب قواتها من أفغانستان. ويبلغ عدد العسكريين الأمريكيين في القارة الأفريقية أكثر من 5000 فرد بمن فيهم مدنيو وزارة الدفاع، وفقا لإريك إليوت المتحدث باسم قيادة أفريقيا. وفيما يعد علامة على تحفظ أفريقيا حيال الوجود الأمريكي الواضح، فإن مقر القيادة إفريقيا ليست في أفريقيا، ولكن في شتوتجارت بألمانيا. وقال السناتور كريس كونز، ديمقراطي من ولاية ديلاوير ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في أفريقيا، "أعتقد أن التهديدات التي تظهر في هذه المناطق تحظى بالاهتمام الذي يحتاجونه" وأضاف كونز للوكالة أن أمريكا تبحث عن حلفاء إقليميين لأخذ زمام المبادة، "وهذا ما ينبغي أن يكون". Comment *