بثت قناة أل بي سي اللبنانية مقطع فيديو لمجموعة من مسلحي المعارضة السورية يستجوبوا شخص يدعى هُسام هُسام الذي يعد أحد الشهود الرئيسيين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. عرفت المجموعة المسلحة نفسها ب "كتائب عملية اقتحام دمشق" وأنها ضبطت الشخص المذكور أثناء اقتحامها لمقر تابع للاستخبارات السورية في دمشق، وعرف هُسام نفسه ب "أنا اسمي هُسام طاهر هُسام، الشاهد في قضية المرحوم الشهيد رفيق الحريري، ولدت 11/8/1975، والدتي زينة الحس، قبض علي البارحة على اوتوستراد المزة من قبل شباب الجيش الحر". وجه أحد المسلحين إلى هُسام سؤال قائلا: بالنسبة لعملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، هل لديك معلومات، ليس ضروريا أن تقدمها الآن، فقط ابلغنا إذا كان لديك معلومات. فرد علية هُسام: "أنا عندي معلومات. عندما قدمت إليكم قلت أوصلوني إلى بيروت. فقط أوصلوني إلى بيروت وسوف أعطيكم مفاجآت كبيرة، لم تحلموا بها، فقط أوصلوني إلى بيروت"، وبنهاية المقطع قال أحد المسلحين "أود توجيه رسالة من عندي إلى السيد الشيخ سعد الحريري. أقول له باسمي وباسم ثوار دمشق وثوار سوريا، سوف نرسل لك هدية من عندنا، وهي هُسام هُسام". وهُسام سوري من أصل كردي ذكرت صحيفة المستقبل اللبنانية أنه عمل لصالح المخابرات السورية في لبنان تحت أشراف شخص يدعى رستم غزالة قائد قوة الأمن والاستطلاع السورية في لبنان وذلك إبان التواجد العسكري السوري. وكان هُسام ضمن خمسة شهود سوريين طلبت المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الحريري سماع أفادتهم في عام2005، وقد أدلى بشهادته أمام قاضي التحقيق في القضية وهو يخفي وجهة، وبعد تسرب شهادته التي اتهمت أطراف في النظام السوري بالتورط في اغتيال الحريري وعلى رأسهم ماهر الأسد وآصف شوكت صهر الرئيس السوري ورئيس المخابرات العسكرية السورية الأسبق والذي قتل في تفجير الأربعاء الماضي في دمشق، وكذلك رستم غزالي، ظهر هُسام في أواخر 2005 على شاشة التلفزيون السوري ليعلن أن شهادته التي تدين المسئولين السوريين هي "شهادة مزورة" وتمت تحت ضغوط وترهيب من جانب شخصيات سياسية وأمنية مقربة من رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري. ورجح عدد من الساسة اللبنانيين أن تكون عودة هُسام إلى لبنان وتقديمه لإفادات جديدة في قضية اغتيال الحريري دعماً لقرار المحكمة الظني الذي أتهم أشخاص منتمين لحزب الله بالتورط في اغتيال الحريري، فقال النائب مروان حماده عضو كتلة 14 آذار لأذاعة صوت لبنان " أتمنى ألا يتحفنا مجدّدًا هُسام هُسام بأكاذيب من النوع التي أدلى بها سابقًا في بيروتودمشق لأنه محترف كذب من الدرجة الأولى وثبت أنه يعمل مع المخابرات السوريّة"، مضيفاً: "إن إلقاء القبض عليه مهم جدًا للمحكمة الدولية لكن الصيد الأهم عبور محمد مفلح(العميد المنشق في الاستخبارات السورية) الحدود التركية وعندما يلقى القبض على رستم غزالة وهو من الذين عايشوا هذا النظام الأمني وخلقوا هُسام هُسام وغيره من العملاء الذين زج بهم على الساحة اللبنانية لتأخير لجنة التحقيق الدولية آنذاك". جدير بالذكر أن المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري أخذت بشهادة هُسام الأولى، وتعتبرها إلى الآن صحيحة حتى بعد طعن هُسام عليها بعد ذلك في حديثه التلفزيوني، ومن المتوقع أن تكون أفادته الجديدة عامل تدعيم مسار القرار الظني الخاص بالمحكمة. Comment *