من حين إلي آخر، تتكشف أمام أعيننا بعض الحقائق المريرة، تدعمها أدلة دامغة تنفي أي نوع من الشك الذي يمكن ان يسببه تصريح لمسئول أمني رفيع بالدولة، ممن يقولولن ان المواطن المصري يلقي معاملة حسنة بالمقار الأمنية المختلفة في مصر، فهذه الأدلة تثبت للجميع ان ما يحدث من ممارسات داخل هذه المقار ليس إلا سياسة موحدة تتبعها المنظومة الأمنية بأكملها ، وليست حوادث فردية كما يدعي أولئك المسئولون،، فالإساءة إلي مواطني مصر قد امتدت لتشمل الصغير والكبير، والمذنب والبرئ في كل اركان مصر وخاصة في شمالها – وإلي حد كبير بعيدا عن الصعيد ومحافظاته!!- طالما لايوجد له سند او “ملوش ضهر” ولا يوجد الرادع الذي يحميه من بطش الأمن،، هذا البطش المقنن الذي يحدث تحت حماية “قانون الطوارئ” المعمول به في مصر منذ ما يقارب الثلاثين عام، والذي لا نعرف بعد متي سيتم العمل بدونه!؟ وهل سيكتب لنا العمر لنري هذه اللحظة أم ان حياتنا ستمضي إلي مستقر لها دون ان يمض هذا القانون بعيدا عن كاهلنا!؟؟ فمنذ أيام قليلة لقي شاب سكندري مصرعه، ليلحق بمن سبقوه،، مثل “خالد سعيد” الذي فارق الحياة نتيجة الضرب المبرح علي أيد عناصر من قسم شرطة سيدي “وتاج راسي” جابر،، ومثل “عبدالرحمن محمود” البالغ من العمر ثمانية عشر عاما، ويعمل سائق ميكروباص بموقف عبود، هذا الشاب الصغير الذي حل ماء النيل محل الهواء في رئتيه، بعد ان قام احد أفراد شرطة المرور بضربه بكعب سلاحه الميري ” الطبنجة” علي رأسه، ثم دفعه في النيل ليلقي حتفه غرقا.. هذا بالإضافة إلي غيرهم ممن لم يصل إلينا “خبرهم”. “سيد بلال” احدث ضحية من ضحايا التعذيب في مقار الأمن المصري .. وبالطبع ليس آخرهم، شاب مصري، ملتزم دينيا، أب لطفل صغير لا يدرك بعد الفرق بين الحياة والموت، ولا يعي بعد هول ما أصاب والده، الضحية الجديدة كل ما اقترفه من ذنب هو “الإلتزام الديني” وهو سبب كاف جدا في مصر لتوضع به علي رأس قوائم المطاردين أمنيا، فالإلتزام الديني في هذه الفترة اصبح تهمة مقترنة بصفة “الإرهابي”، لذلك تم القبض علي سيد بلال وتعذيبه بوحشية حتي الموت اثناء استجوابه علي خلفية تفجير كنيسة القديسين بمدينة الأسكندرية، ثم الدفع به إلي احدي المستشفيات القريبة من مقر الحجز التابع للجهة الأمنية، لتكتمل خيوط الجريمة، ويتم التصريح انه حضر إلي المستشفي يعاني من عدة امراض، ولا يوجد به اي نوع من الإصابات، علاوة علي ذلك دفن جثمانه رغما عن إرادة عائلته، حتي يتم طمث معالم الجريمة بعد تهديد أفراد عائلته بسوء عاقبة الخوض في أسباب الوفاة،، التساؤل الذي يطرح نفسه الآن بقوة بعد ان امرت النيابة بفتح التحقيق في الجريمة البشعة؛ هل سيعاقب بالفعل من قتل هذا الأب المصري، وهل سيقدم قاتله إلي محاكمة عادلة تقتص منه !؟ ام ان رجال الأمن المصري خاصة في الجهات ذات الطبيعة الحساسة فوق القانون!؟ أم سيتحمل هذه الجريمة احد “الأمناء” ويترك “العراب” المجرم الحقيقي الذي اعطي الضوء الأخضر لإرتكاب هذه الجرائم بحجة حماية المصريين!؟ التساؤل الآخر؛ هل السبب خلف عدم المبالاة والتلاعب بأرواح المصريين يرجع إلي ان القانون المصري لا يحمي (.....) المصريين!؟ ام لأن عائلات شمال مصر والمنتشر بها هذا النوع من الممارسات الشرطية الشاذة، ليست كعائلات صعيد مصر ممن لديهم الإمكانية والعادات المتأصلة الخاصة بأخذ الثأر ممن قتل لأجل من قُتل؟ ففي صعيد مصر، قد يدفع الشرطي مهما كانت رتبته حياته ثمنا لمجرد إهانة لفظية،،، فهل اصبحنا في غابة يأكل فيها الأقوياء – رجال الأمن – فرائسهم من بسطاء مصر دون ان يحاسبوا!؟ لا اعتقد ان أبناء مصر سيحتملون هذا الوضع المؤسف والمهين اكثر من ذلك، فلا يمكن ان يظل هذا الشعب مستعبدا دون ان يثور علي مستعبديه، ولو لمره واحدة، وقريبا ستسفر هذه الممارسات المشينة عن جيل لا يعترف ولا يبالي “بالقانون” كوسيلة لحفظ الحقوق، وسيصبح لديهم قانون واحد من نوع آخر، هو قانون ” العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم”.. فالثقة الوحيدة ستكون في مبدأ رجال الصعيد ممن يحافظون علي انفسهم وكرامتهم بأسلحتهم... فأنتم تدفعون بهذا الشعب الكريم نحو حافة الهاوية وبأنفسكم نحو الهلاك... وبمصر نحو التفتت، وهذا ما نخشاه مواضيع ذات صلة 1. سلفيون للبديل: ضغوط على أصحاب محلات بالدخيلة للاعتراف أن سيد بلال اشترى مسامير وصواميل لصنع متفجرات 2. ويكيليكس : نص المعلومات التي قدمتها مصر لمنع شطب هاني السباعي من قائمة الإرهاب 3. ويكيليكس : مصر قدمت لأمريكا سجلات محاكمة هاني السباعي حتى لا يتم رفعه من قائمة الإرهاب 4. وقفة احتجاجية بالمنصورة ضد قتل وتعذيب “سيد بلال” تطالب بإقالة “العادلي” 5. المطربة ساندي تتهم مهندس الصوت هاني محروس بتسريب أغنية لها قبل طرحها