ذكرت صحيفة واشنطن بوست انه على الرغم من الانتقادات الغير مسبوقة للمجلس العسكرى , الا أن الجيش المصرى لا يزال مؤسسة تحظى بالأحترام والتبجيل . وتقول الصحيفة انه على الرغم من تدهور المودة – حيث احتضن المصريون في البداية القوات المسلحة كحارسا ثوريا – وتصاعد الغضب بشكل غير مسبوق وسط تقارير عن جنود يطلقون النار على المتظاهرين ويسيئون معاملة النساء وقيام المجلس العسكري المؤقت بتأخير التحول الديمقراطي وتجريد سلطات وصلاحيات من الرئيس , الا انه لا يوجد علامات كثيرة على أن أخطاء قادة الجيش قد أحدثت تأثيرا سلبيا كبيرا في سمعة القوات المسلحة المصرية بين المصريين . وأشارت الصحيفة الى انه حتى بين المتظاهرين الذين رددوا هتافات وشعارات حادة في ميدان التحرير ضد الحكم العسكرى -- يسقط يسقط حكم العسكر - لم يكن من الصعب العثور على شخص مثل طارق أبو النجا ، 16 عاما ، الذي قال انه يحلم بان يصبح ضابطا فى الجيش المصرى . وقالت الواشنطن بوست أن هذا الإعجاب الجماهيرى العام يبشر بالخير بالنسبة للاستقرار . لكن يقول محللون أنه فى الوقت الذى يتلاشى فيه الجنرالات من دائرة الضوء ، هذا الاعجاب يمكن ايضا أن يعرقل الجهود المدنية لانتزاع سيطرة مدنية حقيقية على الشؤون العسكرية – وهو الامر الذى من المرجح أن يتطلب دعما من سكان سئموا من الاحتجاجات ويبحثون عن قيادة من الرئيس محمد مرسي . وفى هذا الصدد قال ياسر الشيمى ، وهو محلل مع المجموعة الدولية لمعالجة الازمات , " ان هذا بالتأكيد سوف يجعل مهمة الرئيس – أو أي مؤسسة مدنية له - اكثر صعوبة بكثير " . وقال سامح سيف اليزل ، وهو جنرال متقاعد ومحلل امني يتم النظر إليه بأعتباره رجل مقرب من المجلس الاعلى للقوات المسلحة , " إن الغالبية العظمى من المصريين هم مؤيدون بشكل كبير جدا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وللجيش " ، وأضاف أن " الناس ينظرون إلى الجيش بأعتباره الخلاص النهائي " . وأشارت الصحيفة الى ان نتائج استطلاعات للرأى اجريت قبل الانتخابات دعمت كلام سيف اليزل . فأظهر استطلاع أجراه معهد جالوب البحثى في ابريل أن ثقة المصريين في الجيش قد انخفضت قليلا منذ يونيو 2011 ، من 95 % الى 89 % . وأشار استطلاع لمركز بيو للأبحاث في ربيع هذا العام أن ثلاثة أرباع من المصريين يعتقدون أن الجيش له تأثير جيد . لذلك أظهرت نتائج كلا الاستطلاعين أن الأغلبية ينظرون للمجلس العسكرى بشكل إيجابي . وأشارت الصحيفة الى أن هذا لا يعنى ان تأييد وثقة المصريين فى الجيش لم تهتز ابدا . فسلطت الصحيفة الامريكية الضوء على التحول الذى حدث فى طريقة التفكير والتعامل مع المؤسسة العسكرية قبل وبعد الثورة ، فأوضحت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية قبل الثورة كانت غير ممسوسة ابدا وتحظى باحترام أيضا لمهاراتها فى الاعمال التجارية , التى يقدر خبراء أن الجيش المصرى يسيطر على أكثر من ثلث الاقتصاد المصرى . لكن منذ قيام الثورة -- كما يقول محللون -- مما لا شك فيه ان النقد الصريح المفتوح للمؤسسة العسكرية -- حيث تم توجيه انتقادات ضدها لأقتصادها الذى ظل لفترة طويلة فى الظل ، وللمحاكمات العسكرية للآلاف من المدنيين واختبارات العذرية للنساء المحتجزات واستيلائها الصارخ على السلطة – قد هز سمعة المؤسسة العسكرية بطريقة لم تحدث من قبل . ونقلت الصحيفة عن محمود التابعى , وهو شاب بالغ من العمر 17 عاما من القاهرة ، قوله انه كان " لديه حب عميق " للجيش من أحداث مخزنة فى ذاكرته من قراءته حول تحرير سيناء . كما انه درس المتطلبات اللازمة للقسم الذى كان يريد الانضمام له : وهو قسم القوات الخاصة . وأستمر هذا الحب والتقدير العميق بعد سقوط مبارك . لكن هذا تغير في ابريل 2011 ، عندما تم قتل اثنان من المتظاهرين عندما كان الجيش يفض احتجاج في ميدان التحرير . والآن التابعى هو منظم مع حركة وطنية صغيرة تقوم بعروض أشرطة فيديو للجمهور عن العنف العسكري ضد المصريين الذين قد يكونوا يشاهدون فقط وسائل الاعلام الرسمية . ومع ذلك -- ذكرت الصحيفة -- جهود مثل جهود التابعى في كثير من الأحيان يتم طمسها من قبل روايات منافسة -- التى يتم شنها بدعم وتشجيع من وسائل الاعلام الرسمية للدولة والجنرالات -- صورت المحتجين كبلطجية دمروا الاقتصاد أو كمتطرفين اسلاميين . واشارت الواشنطن بوست الى تأثير كل هذا الجدل والروايات المتنافسة حول الجيش على الجنود أنفسهم , قائلة أن الجدال حول المؤسسة العسكرية كان في بعض الاحيان محرجا بالنسبة للجنود ، وذلك وفقا لمجند عمره 23 عاما يخدم في منشأة طبية عسكرية في القاهرة والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب العقاب . وقال المجند انه بعد كل حملة هجوم للقوات العسكرية على المتظاهرين منذ العام الماضي ، كانت تعليقات الغرباء الذين يرونه في الزي الرسمي منقسمة بين المديح والإدانة . وقال ان القادة اعطوا تعليمات للجنود بعدم الانخراط شخصيا في المظاهرات . وأضاف انه داخل وحدته ، المشاعر تجاه دور الجيش هى ايضا منقسمة . وفي رأيه ، أن الجنود في بعض الأحيان أستخدموا الكثير من القوة وقال جوشوا ستاشر ، وهو خبير فى الشؤون المصرية في جامعة كينت ستيت , أنه الان الجيش قد أنسحب – على الاقل رسميا – الى الخلفية ، والشعور المناهض للجيش متجه نحو التخفيف ، على الأقل في المدى القصير . وأضاف ستاشر أن " محمد مرسي سيكون مسؤولا عن كل مشكلة تعرقل البلاد ، وهناك الكثير من الحفر, وسيتم تحويل اللوم عليه " . Comment *