سادت ميدان التحرير حالة من الهدوء صباح اليوم، بعد مظاهرات حاشدة شهدها، احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعديه الستة ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، وسط مناقشات بين مئات المتظاهرين بالميدان حول تطبيق العزل السياسي علي شفيق ورموز النظام السابق، ومهرجان البراءة للجميع. وهتف عدد من المتظاهرين " واحد اتنين قانون العزل فين ، يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح ، ثوار أحرار هانكمل المشوار ". وفي سياق متصل، علق المتظاهرون صورا الشهداء فى اليوم ال 21 للثورة بالقرب من الجامعة الامريكية ، وكتبوا عليها " القصاص للشهداء ". وأقام متظاهرون خيمتين لأمهات الشهداء للمبيت بجوار قبور أبنائهم الرمزية بالميدان، بجانب خيام جديدة للاعتصام بعضها في صينية الميدان، والبعض الآخر بجوار تمثال عمر مكرم. وفي ذات السياق، علق معتصمون لافتات كتبوا عليها " إحنا آسفين ياشهداء طلعنا عيال ، يسقط حكم العسكر "، وتم فتح أجزاء من الميدان لمرور السيارات، وانتشرت سيارات الإسعاف حول التحرير تحسبا لوقوع أي إصابات. واستمر اغلاق الميدان أمام حركة سير السيارات لليوم الثالث على التوالى؛ حيث مازالت الحواجز الحديدية موضوعة على مختلف مداخل الميدان، فى الوقت الذى يقوم شباب اللجان الشعبية المشرفة على مداخل الميدان بالسماح لبعض السيارات بالدخول فى نطاق محدود، وهو ما أدى الى حدوث نوع من التكدس المرورى بشوارع وسط القاهرة، نظرا لأن اليوم الاثنين يعتبر بداية أيام الذروة المرورية فى البلاد. وشهد الميدان مثل كل صباح حلقات نقاشية موسعة بين المتظاهرين حول أهم الأحداث التى شهدها الميدان خلال مظاهرات اليوم السابق وماهية الخطوة القادمة، كما حث المتظاهرون المواطنين المارين من الميدان صباح اليوم على الانضمام اليهم لاستكمال تنفيذ مطالب وأهداث الثورة. واتفق المتظاهرون والمعتمصون فى الميدان على عدم تركهم للميدان الا عقب تنفيذ كافة مطالبهم المتمثلة فى وقف إجراء الانتخابات الرئاسية ، وتشكيل مجلس رئاسي مدني من عدد من المرشحين الذين خرجوا من سباق الانتخابات ومستقلين، وتطهير القضاء والإعلام، وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق بشكل علني. وكان ميدان التحرير شهد على مدار اليومين الماضيين مظاهرات حاشدة ملأت مختلف أرجاء الميدان، احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعديه الستة، فى التهم الموجهة اليهم بقتل المتظاهرين خلال الثورة والتربح واستغلال النفوذ وإهدار المال العام، والتى قضت بالسجن المؤبد على مبارك والعادلى وبراءة علاء وجمال ومساعدى العادلى الستة. المئات يهتفون "الشعب يريد محاكمة من جديد" وصور الشهداء تنتشر بالميدان للمطالبة بالقصاص