تباينت مواقف المثقفين من جولة الاعادة من الانتخابات الرئاسية, حيث رأى البعض أن المقاطعة هي الحل الأنسب مبررين ذلك بعدم الاقتناع بكلا التيارين المقرر الاختيار بينهما, فيما رأى البعض الآخر أن المقاطعة تصب في مصلحة الطرف الآخر الذي يستطيع الحشد. من جانبه، قال د.عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق أنه سيبطل صوته في جولة الاعادة للتعبير عن عدم إقتناعه بالطرفين المفترض أن يختار بينهما، مع موافقته على وجود انتخابات, مشيراً إلى أنه كان يتمنى نجاح مرشح يعبّر عن التغيير الذي حدث في مصر، مضيفا أن هناك مؤشرات إيجابية منها أننا لا نعلم حتى الآن الفائز بعكس الإنتخابات السابقة التي كنا نعلم ماذا ستسفر عنه، بالإضافة إلى عدم حصول أي مرشح ممن فازوا في الإعادة على أكثر من ربع الأصوات مما يشير إلى وجود تنوع في التيارات وفي الكتلة التصويتية. وعن التحالف بين صباحي وابو الفتوح، أكد أبو غازي أنه من حق الجميع تكوين الأحزاب ثم تفرز الحياة السياسية الأقوى والأضعف، معلناً أنه سينضم لحزب الدكتور محمد البرادعي "الدستور" لأنه الأقرب إلى توجهاته، بحسب قوله. فيما قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أنه في موقف الحيرة العبقرية, وأوضح أنه ينتظر معجزة من السماء تعفيه من انتخاب الإخوان أو قتلة الثوار, مؤكداً أن هذا موقف الشعب المصري كله الذي لم يمضي في دفتر الإخوان ولم يقاسم اللصوص. وأضاف الأبنودي: في ظلام النكسة كتبت "عدى النهار" وانتشلت الناس من الحزن, الآن أشعر أنني بحاجة إلى من ينتشلني من الحزن. أما الكاتب والإعلامي حمدي قنديل قال أنه سيقاطع الإنتخابات لأنه لا يمكن أن يعطي صوته للفلول أو تنظيم الإخوان المسلمين، وأضاف أن انتخابات المرحلة الأولى أفرزت التيار الثالث الذي سينجح في الإنتخابات القادمة والتي أشار إلى أنها لن تنتظر حتى تمضي أربع سنوات لأن البلاد لن تكون في حالة إستقرار. ووصف الكاتب والسيناريست نبيل فاروق المقاطعة ب"القرار الإنفعالي" الذي يصب دائماً في مصلحة الطرف الآخر الذي يستطيع الحشد, مؤكداً أننا نعيش أيديولوجية غضب وهو ما أدى إلى إرتفاع أسهم شفيق, وأشار إلى ضرورة قبول الخيار المفروض أمامنا لأن السلبية نتيجتها أسوأ من الإيجابية. فيما أعلنت الروائية والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد عن أن موقفها سيتوقف على ما ستجمع عليه الجماعة الوطنية التي لا تؤمن بالخضوع لهذا الإختيار المأساوي بين تيارين كلاهما يحمل مخاطر وتهديدات, مضيفة: "تعبنا من المواقف الفردية وسأبني قراري على موقف جماعي". وقالت فؤاد أننا لم نقم بثورة لنسقط نظام ونأتي به مرّة أخرى, بالإضافة إلى عدم إمكانية تمثيل السلطة من تيار سياسي واحد, مشيرة إلى ان خلافها مع الإخوان يتمثل في تراجعهم عن مواقفهم ورغبتهم في السيطرة على جميع المناصب المتمثلة في اللجنة الدستورية ومجلس الشعب ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية, بجانب دعواتهم إلى إقامة الدولة الدينية، معلقة: "نحن شعب مؤمن منذ فجر التاريخ ولسنا في حاجة إلى من يربينا دينياً" أما الدكتور صلاح الرواي عضو إتحاد الكتاب فأكد أنه سيتخذ أحد موقفين وهما المقاطعة او التوجه إلى اللجنة الإنتخابية لرفض كلا المرشحين في جولة الإعادة التي وصفها بال"المشبوهة" لأن ما جرى اثناء العملية الإنتخابية لا يمثل الشفافية ولا الديمقراطية بمعناها الصحيح المتمثل في عدم التأثير على إرادة الناخبين بالرشوة المالية أو بتأثير الدين، واستطرد قائلاً: "لا يمكن أن أعطي صوتي لأحد من ممثلي النظام شبه المخلوع أو للمتأسلمين" أبو غازي: سأبطل صوتي لعدم إقتناعي بالطرفين.. والأبنودي: أتمنى معجزة تعفيني من إنتخاب الإخوان أو قتلة الثوار نبيل فاروق: المقاطعة قرارانفعالي يصب في مصلحة الطرف الحاشد.. وسكينة فؤاد: موقفي يتوقف على موقف الجماعة الوطنية حمدي قنديل: سأقاطع الإنتخابات ولن أعطي صوتي للفلول أو الإخوان.. والراوي: لن أعطي صوتي لنظام المخلوع أو المتأسلمين