حذر وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش، تعليقا على الانتشار الواسع الذي تشهده الحركة السلفية في بلاده: "لن نسمح لأحد بفرض حروب دينية"، وحذر من مزيد من العنف من قبل السلفيين، وأضاف "لن نسمح للسلفيين من مثيري العنف بزعزعة حالة السلم في البلاد". وجاءت هذه التصريحات في أعقاب سلسلة من المظاهرات والمصادمات بين سلفيي ألمانيا والشرطة، وبالأخص تلك التي وقعت في مدينة بون. ولم يستبعد وزير الداخلية الألماني بعد الأحداث الأخيرة ترحيل واستبعاد "أي سلفي رديكالي" من ألمانيا. وقال "سنستغل كل الإمكانيات لإيقاف ومنع الجمعيات التي ينتظمون بها. وكان وزير الداخلية الألماني، في حديث له يوم الأربعاء الماضي مع الإذاعة الألمانية، صعد من حدة تهديداته للسلفيين بألمانيا، وقال إنه لا شك في كون هؤلاء السلفيين قريبين أيديولوجيا من منظمة القاعدة الإرهابية. وأكد أن"مسألة الطرد والترحيل ستكون صعبة ولن تكون قاعدة عامة. ولكنها ستطبق فقط في بعض الحالات الفردية، وبالطبع لن يسحب الجنسية الألمانية منهم". وقدر فريدريش عدد السلفيين في ألمانيا بحوالي 4 آلاف سلفي، استفاض في تحليل اتهاتهم قائلا "لا يلجأ جميعهم للعنف بشكل مباشر وسريع، لكننا رأينا كيف تتطور معهم الأمور للعنف بسرعة من خلال الاشتباكات العنيفة بينهم وبين الشرطة في مدينة بون منذ أيام". في الوقت نفسه دعا فولفجانج بوسباخ، رئيس لجنة الشئون الداخلية بالبرلمان الألماني، إلي حظر الجمعيات الإسلامية السلفية، وقال "لابد من تطبيق القانون على الدوام، وهذه الجمعيات السلفية تنتمي أيضا للجمعيات المتطرفة، ويسري عليها قانون الحظر". كما طالب بوسباخ في جريدة " دي فيلت" بمحاكمة السلفيين المخالفين بصرامة. هذا ولم ينفرد السلفيون بتصدر مشاهد التطرف الألمانيى، حيث أبعدت الشرطة يوم السبت الماضي متظاهرين سلفيين عن ناشطين في الحزب اليميني النازي المتطرف (برو.إن.آر.دبليو)، الذين يتهموا بقيادة مظاهرات معادية للإسلام. الناشط السلفي أبو مالك، الذي كان مغني راب العصابات في فرقة "سنوب دوج"، قال "عقوبة سنة في السجن، لا شيء بالمقارنة بعقاب الله ". كما أعلن في فيديو مسجل على أحد المواقع الإلكترونية، حيث أرسل "إخوته" إلى كولونيا حيث نظم فيه ناشطو الحزب النازي اليميني المتطرف مظاهرات معادية للإسلام. لكنه أخطأ هذه المرة في حساباته - طبقاً لجريدة فرانكفورتر ألجماين- فقد كان هناك مايزيد على ألف شرطي وتم إلقاء القبض على عشرة سلفيين طبقا لتصريح السلطات ولم تحدث اشتباكات هذه المرة. قبل هذا بأيام كان "الأسود" كما يسمي السلفيين أنفسهم، قد اشتركوا في اشتباكات في سولينجن وبون، وسرعان ما انتشرت دعاوى المساندة على الشبكات الأجتماعية بشبكة الإنترنت. تجمع الشباب السلفيون من كل ألمانيا، وجاء بعضهم بأتوبيسات، ويتم اتهام أحدهم الآن بالشروع في قتل شرطي. يذكر أن عدد المسلمين السلفيين يترواح بين أربعة وخمسة آلاف سلفي، لا ينتظمون في مجموعات متجانسة، معظمهم يتحدث الألمانية بطلاقة، وكثير منهم من أصول ألمانية، وآخرون قد حصلوا على الجنسية. Comment *