يقتلني الحزن علي شهيد يقتل بعيداً عن معركته "عيش، حرية، عدالة اجتماعية " ، فلا يتعاطف معه أحد !يستدرج النبلاء للقتل ليتنفس الخبيث ويضحك ضحكته الشريرة التي تملا المكان و تتعالى وتتسع كلما سال الدم . احتكار الحقيقة صار مذهبا للكثيرين .... اعتناق ديانة أنا الصواب وغيري الكفر أصبح غاية الجميع .. "لا يأتيه الباطل من فوقه ولا من تحته أمسى هدف كل من اخذ لقب الثائر.. أول القصيدة . نحن بحاجة إلى صفعة تفيقنا جميعا من غيبوبة طال أمدها ومن نشوة زال أثرها دون رجعه, لكننا نتمسك بتلك النشوة الغائبة مخادعين أنفسنا ومن حولنا ..اخترقنا باب الحكمة فاحترقنا و حرقنا ما تبقى من أمل كنا نحيا به وأطفأنا مشكاتنا التي كانت تنير الطريق المظلم بأيدينا وصلفنا وغرورنا . لماذا ذهبنا للاعتصام ؟ هل تستطيع أن تفند لي أسباب اعتصام وزارة الدفاع ؟ على الرغم من ذلك الجميع قال الاعتصام والتظاهر حق لكل مواطن , لكن لا يعني هذا الحق بالضرورة أن أشاركك فيه. لي عقل مزروع في راسي وقناعات نبتت منذ الصغر هي التي توجهني وتوجهك وتوجه غيري .لذلك لا تضغط علي أبدا دعني أقرر واترك لي حرية الاختيار وفي نفس الوقت إياك إياك أن تخونني أو تتهمني بخذلان من طلب العون ! لماذا ننجر إلى نفس المعارك الخاسرة ؟ هل أصبح الفعل الثوري فعل مطلق ؟ مجرد فعل بلا هدف أو غاية ؟ هل صار كما يتندر علينا الكثيرين " إدمانا "لا يستطيع أن يفارق دمنا ..على غرار اديني الحقنة بسرعة أرجوك محتاج الجرعة ؟ هل نثور في المطلق ؟ بلا ثمن ؟ لماذا تزهق الأرواح بلا ثمن ؟ لماذا نمشي نفس المشوار بنفس عدد الخطوات ونرجع بعد أن نزف أطهر من فينا لعرسهم الأبدي .. نعود وتعود معنا الدموع في العيون ويصاحبنا الحزن ويسكن فينا نعود من مشوار المشرحة أو الجنازة أو المقابر نادمين تائبين عازمين على ألا نعود إلى فعل بلا هدف أو نتيجة ... ونقسم بأغلظ الإيمان أنا لن ننجر إلى معارك ليست لنا .. لكن لأننا بشر نعود لنفس الأفعال ونقنع أنفسنا لن أدخل في تفاصيل باتت محفوظة بفعل الإعلام مرة وبفعل التكرار مرات . معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل نجر إليها جرا ليذهب من يذهب ويمضي من يمض لكن في كل مرة نكابر ولا نعترف أبدا أننا أخطأنا . نحتاج بين الحين والآخر لصفعة قوية ترد إلينا عقولنا الهاربة النافرة إلى رشدها . الثائر بشر.. وليس ملاكا الثائر.. يأكل ويشرب يحزن ويفرح يحب ويتألم ويدخل الحمام لكن يبدو انه تناسى لسبب أجهله ويجهله كثيرون غيري أن من صفات الإنسان انه يخطئ. الثورة ليست هوبا يلا ... الثورة ليست بينا يا شلة نروح يومين السخنة , الثورة لا تتلخص أبدا في نشوة التغريد من موقع الحدث من نوعية محتاجين إعاشة وشاي وزيت وسكر عشان نعمل فطير مشلتت أو نوعية انزلوا انزلوا إحنا هنموت انتو قاعدين في بيتكم ليه ؟ طيب سيادتك إحنا ممكن ننزل نموت عادي بس قول لي سبب وجيه وابن ناس نموت عشانه .. سبب أما أبويا أو أمي قلبهم يتحرق وهما بيفتكروا ضحكتي أو سخافتي طيبتي أو غلاستي يقولوا بس كلام أمانة البنت ماتت لهدف يصبر قلبنا .. لكن أنك تروح فطيس ونارك تفضل كاويه قلب كل اللي حواليك ده غباء فاق غباء من أراد أن ينتقم من زوجته فقام بخصي نفسه . قد يبدو كلامي موجعا وقاسيا يعلم الله كم أتألم بالمناسبة أنا في بيتنا قاعدة على مكتبي بكتب ومش مكسوفة إني منزلتش ومشاركتش في العبث اللي بيحصل في العباسية رغم أن الأحداث على مرمى بصر من بيتنا, فقط ذهبت لأرى واستكشف أتأكد مما كان بداخلي ولا ريح ضميري .. لكن لم اشعر بأني قد خذلت من هم هناك . آسفة هذه المرة وربما مرات أخرى قادمة . أما المتواجدين الذين يصرون على التواجد هناك على الرغم من كل المحاذير و الأخطار المحدقة بهم فلهم عقول انعم الله بهم عليها ناشدناهم أن يرجعوا عما بداخلها لكنهم يصرون على ما في عقولهم فليتدبروا أمرهم كما يرون . كلمة أخيرة: من يقولون إن لا الشرطة ولا الجيش تدخلوا لحماية المتظاهرين السلميين.. انتو بتسكوروا منين ؟ Comment *