في مقابلة خاصة أجرتها صحيفة “هاآرتس” العبرية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتس قال فيها أن على الدولة أن تجد طرقاً لجذب الحريديم للخدمة في الجيش بشكل أكثر فاعلية. تأتي تصريحات جانتس في إطار الجدل الدائر في إسرائيل حول تغيير قوانين التجنيد المعروف بإسم” تال” في إسرائيل بعد حكم المحكمة العليا بأن مسألة استبعاد الحريديم من التجنيد بمقتضى هذا القانون غير دستورية. تصريحات المسئولين العسكريين الإسرائيليين رفيعي المستوى مثل جانتس تعتبر قليلة، وهو ما يعكس جدية اتجاه الجيش الإسرائيلي في تجنيد مزيد من الحريديم، والذين لا يفضل معظمهم أداء الخدمة العسكرية، وكانت الحكومة في إسرائيل تستثنيهم من الخدمة الإلزامية، وقد تسبب هذا في حدوث جدل في المجتمع الإسرائيلي لهذا التمييز الممنوح للحريديم، إلا أن إسرائيل أقدمت على إنشاء كتيبة تضم الراغبين في الخدمة طوعاَ من الحريديم وسميت “بنهال حريدي”، وهي غير مختصة بأعمال قيادية أو قتالية مباشرة، بل تختص بأعمال إدارية وتنظيمه، بخلاف أن لا يوجد رتب عليا أو متوسطة في الجيش الإسرائيلي من الحريديم. جانتس أوضح في رد على سؤال لهاآرتس حول التداعيات المحتملة لإلغاء القانون القديم أو تعديله، بأن هذا من اختصاص السياسيين ولكنه يفضل أن يرى مساواة في مسألة إدارة الخدمة العسكرية، وأن لا يسعه أن يتم أنشاء لواءين في الجيش مخصصين للحريديم، ولكن عليهم أن يجدوا سبل جديدة لاستيعاب الحريديم في الجيش وتوسيع نطاق خدمتهم، وليس عن طريق البديل الوحيد الحالي وهو أنشاء وحدات بشكل حصري للحريديم فقط. أضاف جانتس أن الجيش ليس مؤسسة تبشر بالعلمانية قائلاً” لن يكون هناك جندي حريدي واحد سيتحول لعلماني”. وأوضح جانتس أن الجيش سيكون له الأولوية في اختيار وإلحاق الجنود في صفوفه بعيداً عن التدخل في مسألة قانونية الخدمة الوطنية العسكرية أو الخدمة المدنية، وأن الجيش سيقدم فقط المشورة للجهات المختصة عندما يقوموا بصياغة المسألة بشكل رسمي على المستوى العسكري فقط.