* إيران تبتعد عن عسكرة برنامجها النووي وتطور قدراتها الصاروخية والأسلحة التقليدية * طهران تسعى لإنتاج وتطوير صواريخها الباليستية دون الاستعانة بروسيا والصين واليورانيوم المخصب غير كاف لصنع سلاح نووي * تخوفات أمريكية من انتقال الصورايخ البالستية السورية لدول وجماعات أخرى خارج حدودها * القاعدة تسعى للحصول على مواد بيولوجية وكيماوية لتطوير قدراتها الهجومية كتب – إسلام أبو العز: قال التقرير السنوي الذي تعده وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية والذي يقدم إلى الكونجرس الأمريكي إن إيران تمكنت من تخطي العقبات التي واجهتها في تطوير برنامجها النووي 2011، ولكن في نفس الوقت الطموحات النووية الإيرانية تراجعت بشكل كبير. وأشار التقرير أيضاً بحسب جريدة هاآرتس الإسرائيلية إلى أن إيران نجحت في الحصول على التكنولوجيا المتقدمة التي من الممكن أن تستغل في صناعة أسلحة الدمار الشامل أو حتى الذخيرة التقليدية المتقدمة، وأن جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية قد أوضح أمام الكونجرس في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري أن هناك مؤشرات على تزايد النشاط الإيراني المضاد للقوات الأمريكية وحلفاؤها في العراق وأفغانستان، وأن هذا أثار قلق المسئولين الأمريكيين. فقد قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن نهج النظام الإيراني في هذا الشأن يهدد استقرار المنطقة، لكن في نفس الوقت أي عمل عسكري لإفشال هذا النهج الإيراني عواقبه وخيمة. وكرر تقرير وكالة المخابرات المركزية نفس النقاط التي أشار إليها كلابر، بخلاف التقارير التي قدمها رئيس استخبارات البنتاجون رونالد بيرجس بالإضافة لتصريحات كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية، والتي بنيت على المعلومات والبيانات التي نشرتها التقارير التي أعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تقرير وكالة المخابرات المركزية بحسب موقع نيوز روم أمريكا يتميز أنه يتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض والخاصة بقدرات إيران الفعلية المتعلقة بالبرنامج النووي، وليس التأكد من نوايا القيادة الإيرانية حول تطوير قدراتها النووية، وأيضا التقرير لا يشمل وصفاً لسلوك إيران حول العديد من القضايا مثل البرنامج النووي أو العراق أو أفغانستان، وما قد يترتب على سلوكها هذا من نتائج. أما تقرير الاستخبارات الوطنية والذي نشرت هاآرتس مقتطفات منه والذي قدمه كلابر فقد أشار أن إيران أنتجت 4900 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب من منشأة نطانز في نوفمبر2011 مقارنة ب3200كيلو جرام في نوفمبر2010 و1800كيلو جرام في نوفمبر2009. أما بالنسبة لليورانيوم عالي التخصيب، فقد قامت إيران بتخصيب الكميات المتراكمة من اليورانيوم منخفض التخصيب قبل خمسة أشهر، فقمت برفع نسبة التخصيب ل 3.5% ول 4150كيلو جرام من اليورانيوم، و80 كيلو جرام خصبته بنسبة 20% وهي النسب التي لا تزال دون المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي. وبالنسبة لأجهزة الطرد المركزي، فقد ذكر تقرير المخابرات المركزية أن إيران قامت بتخفيض نسبة تركيب أجهزة الطرد المركزي، حيث شهدت الفترة ما بين أغسطس ونوفمبر2011 تراجع في عدد أجهزة الطرد المركبة حديثاً بنسبة 10%ولكن رفعت من نسبة الأجهزة التي تعمل بالفعل من3800 إلى 6200 جهاز. التقرير أشار أن إيران بدأت في استنفاذ كل الإمدادات المستوردة من “الكعكة الصفراء” (الصين وكوريا الشمالية) والتي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. أما عن مجال تطوير الأسلحة التقليدية، فقال التقرير إن إيران واصلت عملها في تطوير صواريخ بعيدة المدى ذاتية الدفع، بالإضافة للصواريخ المضادة للسفن الحربية، والتي من الممكن أن تستخدمها إيران لضب السفن الحربية في الخليج الفارسي، والتقدم الإيراني في مجال أقمار الاتصالات الصناعية، وأنظمة الاتصالات المتقدمة. ذكر التقرير أن إيران تسعى لأن يكون أنتاجها للصواريخ البالستية بعيدة المدى مستقل ودون الاحتياج إلى عناصر أو موارد تكنولوجية أجنبية سواء من روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية. وأوضح خبراء ومسئولي المخابرات المركزية الأمريكية في ختام الجزء المخصص لإيران في التقرير – وهو الأكبر مقارنة بباقي الدول – أن إيران تحتفظ بمواد ومهمات حرب كيميائية وبيولوجية وإنها قد تعمل على إدماج هذه المهمات والمواد مع قدراتها العسكرية المتقدمة الأخرى كالصواريخ العابرة للقارات. أما عن سوريا فقد ذكر التقرير الذي نشرت هاآرتس جزء منه أن طموحات دمشق النووية وجه لها ضربة قوية عندما قام سلاح الجو الإسرائيلي بالإغارة على مفاعل نووي سوري قبل تشغيله بأسابيع، والذي كان ثمرة تعاون بين سورية وكوريا الشمالية بدأ منذ التسعينات، ولكن التقرير أوضح أن الغارة الإسرائيلية في2007 لم تدمر المفاعل بشكل كامل، وأن إذا توافرت لسورية الإمكانيات والظروف سوف تكون قادرة على إنتاج البلوتونيوم239 الذي من الممكن أن يستخدم في تصنيع أسلحة نووية، وقد لفت التقرير النظر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تغلق تحقيقاتها بالنسبة للقضية النووية لسورية. وذكر التقرير أيضا أن مخزون سورية من الصورايخ الباليستية لا يزال ذو تأثير خطير، وخصوصاً بالنسبة لمدى الصورايخ، وأن هناك قلق من أن تنتقل هذه الصواريخ البالستية خارج حدود سوريا. وبالنسبة للجماعات الإرهابية، والقاعدة منها على وجه التحديد، أشار التقرير أن هذه الجماعات مهتمة بالحصول على مواد نووية وبيولوجية وكيمائية، وأن كان هذا الاهتمام ينحصر في الحصول على مواد بسيطة منها، كالنفايات النووية، أو غيرها والتي تستخدم في صناعة أسلحة دمار شامل بدائية (القنبلة القذرة، تسميم منابع المياه...إلخ)، وأن الإجراءات المضادة لتعطيل ومنع مساعي الجماعات المتطرفة قد تعطلت وتراجعت بشكل كبير، في ظل معلومات تشير إلى أن القاعدة تحاول تطوير قدراتها الهجومية في هذا المجال.