* أرفض الاستقواء بالرأس غير المنتخب للسلطة على أحزاب منتخبة مهما اختلفت معها في الرؤية والتقدير * لن أتورط في استدعاء العسكري للسياسة كي لا تتكرر تجارب الماضي * قرار حمزاوي جاء بعد استفتاء لأهالي دائرته طالبه 55% من المشاركين فيه بالانسحاب كتب – محمود هاشم : أعلن د. عمرو حمزاوي النائب البرلماني وأستاذ العلوم السياسية انسحابه رسميا من عضوية اللجنة التأسيسية للدستور بسبب ما وصفه ببعد الاختيارات عن معايير الكفاءة واستحواذ الأغلبية عليها واستبعاد الكثير من الكفاءات عن قصد وغياب الشفافية في الاختيار . وقال حمزاوي في بيان له صباح اليوم أن التشكيل النهائي للجمعية التأسيسية لوضع الدستور جاء بعيدا كل البعد عن مراعاة معايير الكفاءة والتمثيل المتوازن للأطياف السياسية والمجتمعية المختلفة، وأضاف قائلاً :''أنا لا أنازع في أن الأكثرية العددية من حزبي الحرية والعدالة والنور داخل مجلسي الشعب والشوري تترجم في صورة مقاعد بنسبة أكبر من الاحزاب والقوي الاخري بالجمعية التأسيسية، ولكن أرفض تشكيل الجمعية علي نحو يغلب معيار الولاء علي معيار الكفاءة ويبتعد عن تمثيل متوازن يترجم لعمل توافقي من أجل خروج الدستور الجديد بصورة تليق بمصر بعد الثورة''. وأكد حمزاوي رفضه تهميش المرأة والشباب والأقباط في الجمعية، وكذلك رفضه استبعاد الكثير من كفاءات مصر القانونية والاقتصادية وتقديم أهل الثقة عليهم بالمعني السياسي الضيق، مشيرا إلى أن تشكيل الجمعية التأسيسية كان بهذه الصورة، بما تضمنه من غياب الشفافية عن بعض إجراءاتها على نحو أسس داخل مجلسي الشعب والشورى لثنائية ضارة قائمة على أغلبية تعرف وأقلية لا تعرف وكذا الضعف الموضوعي حين لم يتح وقت كاف للنقاش وطرح أسماء لشخصيات عامة ومرشحي هيئات ومؤسسات دون سير ذاتية، جاء صادما للرأي العام ولا يرق للتوقعات المشروعة. وتابع قائلاً :'' قبل أن أتخذ قراري بشأن مشاركتي في الجمعية من عدمه، ارتأيت العودة لمن انتخبوني وفي ذهنهم أن أدافع عن دستور لدولة مدنية ديمقراطية عادلة ، ارتأيت العودة لمن انتخبوني لأستشيرهم وأخيرهم بين الانسحاب من الجمعية أو الاستمرار في المشاركة والدفاع عن رؤيتي للدستور الي أخر الطريق أو المشاركة مع الاحتفاظ بحقي في الانسحاب إذا سارت عملية إعداد الدستور في اتجاه هيمنة الأغلبية والابتعاد عن التوافق''.. مضيفاً :''لقد أخبرت من انتخبوني أنني في نهاية المطاف سأحتكم إلي صوت ضميري وما يمليه علي بشأن مصلحة الوطن.. وجاءت نتيجة الاستطلاع الذي وصل عدد المشاركين به إلي 10 الاف مواطن ومواطنة ، وتم جمع النتائج فيه بواسطة فريق عمل ميداني وإلكتروني، إلي تأييد 55 % من المشاركين بالاستمرار في عضوية الجمعية التأسيسية مع حق الانسحاب مقابل 35 %بالانسحاب الفوري لكون تشكيل الجمعية صادم''. وأوضح حمزاوي أنه في هذه اللحظة الفارقة ولأنه لا يملك أن يخالف ضميره وتقديره لمصلحة الوطن وهما يمليان عله – حسب قوله -، وبعد تفكير عميق القول بأنه في ظل التشكيل الحالي لا يمكنه أن يقبل المشاركة في عضوية الجمعية التأسيسية ، فإنه يستأذن من انتخبه وأستأذن مواطنات ومواطني هذا البلد العظيم الانسحاب من الجمعية التأسيسية ومخالفة تصويت أغلبية من شارك في استطلاع الرأي. وأكد أنه أدرك جيدا خطورة المشهد السياسي في اللحظة الراهنة ويرغب في تجنيب مصر التراجع عن المسار الصحيح لبناء مؤسساتها بشكل ديمقراطي وكتابة دستور يليق بالوطن، وقال أنه يرفض وبشدة الاستقواء بالرأس غير المنتخب للسلطة التنفيذية على أحزاب منتخبة مهما اختلفت معها في الرؤية والتقدير، موضحا أنه لن يتورط في استدعاء المجلس العسكري للسياسة وتنازعاتها التي يريد إخراجه منها كي لا تتكرر بالفعل تجارب الماضي. وأضاف : إلا إنني أهدف من انسحابي تقويم اعوجاج خطير في مسار المرحلة الراهنة وإعادة النظر كجماعة وطنية مصرية في تشكيل جمعية تأسيسية بها من الكفاءة والتوازن ما يقارب بيننا وبين دستور نتمناه جميعا ويضمن الدولة المدنية الديمقراطية .