أثبت أحداث الأيام القليلة الماضية، أن نظام آل سعود يعاني من غازات طائفية ضخمة تضرب في قولونه العصبي، فيقمع الثورات تارة، خاصة وإن كانت شيعية تثير الانتفاخ، بدعوى نصرة أهل السنة، ويساندها تارة أخرى إذا كانت سنية ضد شيعة حاكمة تثير المغص. ويأتي ذلك عقب قرار تحريك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح الجيش السوري الحر، في سابقة هي الأولى لنظام آل سعود الحاكم في المملكة في مساندة ثورة من ثورات الربيع العربي، على الرغم من أن هذا النظام نفسه شارك بقواته في قمع الثورة البحرينية. والسجل المرضي لآل سعود حافل بالوقائع .. بدءً من احتضان الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي، ومنع تسليمه لتونس، مروراً بمساندة نظام مبارك حتى النفس الأخير، والاحتفاء بالثورة المصرية على استحياء، والدعم غير الهائل الذي يقدمه النظام للتيار السلفي ل”سعودة” مصر ونقل المذهب الوهابي لأرضها، وهو ما تحاول المملكة تنفيذه منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، عن طريق العائدين من الخليج، وعشرات الدعاة، والعديد من الفضائيات الدينية مؤخراً، حرصاً على الأخذ بثأر محمد بن عبد الوهاب، الذي هزمه محمد على باشا وشتت قواته واحتل أرضه. ثم اجتياح البحرين بدعوة من ملكها السني المحبوب، لقمع الثورة البحرينية التي تقوم بها أغلبية شيعية مقهورة في أرضها، نهاية بمساندة الثورة الليبية معنوياً على خلفية كراهية تاريخية بين القذافي والعائلة السعودية الحاكمة. ويشير هذا التاريخ المرضي إلى إصابة النظام السعودي بعمى ثورات – بالإضافة إلى قولونه العصبي، -حيث يظل قادراً على صبغ أي ثورة بلون مذهبي بغيض، يتحرك على أساسه طبقاً لحلمه الأزلي بقيادة العالم الإسلامي، وهو ما يعتبر عدم تحقيقه عجائبياً في ظل وجود الحرمين في أراضيه، وكونه مسقط رأس الدين الإسلامي ككل، وهو ما لن يتحقق إلا بعد إضافة البواسير لسلسلة الأمراض التي يعاني منها النظام السعودي، فبها وحدها قد يتخلص من شريكه الأمريكي الحميم ، الذي يحركه كيفما يشاء، أو بمعنى أصح كما يفعل الراكب بالمركوب، واللهم أحفظنا من الخوض في شرف الأنظمة.